غــــــدا ..

محمد غبسي


ستعود اللحظة
ستجف الشوارع و تزهر أناملي
ستبحثون عن الموسيقى التي أنقذتني من الوطن .
ستدرك المدينة كم كسرت من نجوم
و تدرك الراقصة كم حطمت من قلوب
ستعود الشوارع إلى رشدها و العزيمة إلى أهلها
ستأخذ الحقيقة بأيدينا و نأخذ زينتنا عند كل منزل
سيأخذ المسجد شكل البيانو
سيجد المخبرون أنفسهم عاطلين عن العمل لن ترضى عنهم السماء ولن تغفر لهم أناملي
سأموت وأترك أناملي مغروسة في ضمائركم
ستفرك اللعنة رؤوسهم
ستضيق الخريطة ذرعا وتعود الريح أدراجها
ستقفون أمام اللوحة بأعين رسمتها مرارا أكثر قدرة على القراءة .
ستسقط الأقنعة وتنزل المآذن إلى مستوى العقل

غدا….ستخبركم السماء كم كانت المسافة بين أناملي وأصابعكم !
غدا….ستلعنكم السماء وتشير إليكم بأصابع شتى
غدا….ستعود الصدفة لتأخذ منا ثمن اللقاء الأخير .
غدا….ستعود الشمس أدراجها ويبقى الحصان الحصان
غدا….ستفتحين النافذة فيخبرك الفراغ بأنكö لم تخطرين على بال أحد .
….ستقرأين الرسالة بعين وحيدة وقلب صغير
ستزدحمون حول جنازتي وأنا أعزف الموسيقى إلى أرواحكم .
سيحالفك الحظ ويمسح بيده الكريمة على ضريحك
سيختفي قزح وتعض المدينة أصابع الندم
سيقف الجميع إلى جانبك وأنت بجانب السماء
سيستأنفون حبك الذي أوقفوه مرارا .
ستأخذني السماء وسأغلقها في وجوهكم .
سيقرأون الفاتحة إيذانا بنهايتك وينفضون أيديهم
…ستذكرك القرية القبيلة المدينة وتدوس على قبرك بكل خير .
ستعلن النهاية وتضع الحرب أوزارها على عاتقك

قد يعجبك ايضا