وايتات المياه .. أسعار ملتهبة تزيد من ظمأ الصائمين
استطلاع/ رياض الكبسي

من رحمة الله بنا أنه لا يجمع بين عسرين لكننا نحن من يتسبب بذلك.. فما نعيشه من أزمات متوالية ألقت بظلالها على الحياة العامة فوصلت إلى أساسيات الحياة.. الأزمات يمكن تحمل بعضها فيمكن تحمل العيش في ظلام, لكن المياه أزمة المياه وانقطاعها فهذا ما لا يستطيع المرء تحمله خصوصا في شهر رمضان المبارك صحيح قد يكون هناك بديل لمياه المشروع التابع لمؤسسة المياه والمتمثل في الوايتات.. ولكن!!
قد يكون شراء مياه الوايتات بديلا لكن ارتفاع أسعارها وزيادة الطلب عليها ضاعف العبء والمعاناة على كاهل المواطن خاصة في شهر رمضان المبارك إذ تحتاج أغلب الأسر لشراء ما لا يقل عن (4) وايتات في الشهر.
هناك من يصل إليهم مشروع المياه ولكن ما يأتيهم من مياه في الأسبوع أو كل (10) أيام لا يكفيهم فيضطرون لشراء وايتات لتغطية النقص في المياه.. وهناك في مناطق أخرى لم يصل إليها مشروع المياه فيكون اعتمادهم الرئيسي على شراء وايتات وهم أكثر معاناة وتحملا للأعباء .. وفي كلا الحالتين فإنهم يعتمدون على شراء مياه الوايتات التي ارتفع سعرها ليضيف عبئا ثقيلا على المواطن فما كان قيمته بين (1500-3000) ريال ارتفع ليصل إلى (4-9) آلاف ريال وذلك حسب منطقة السكن والمسافة التي يقطعها الوايت لايصال الماء إلى منزل المواطن.
يقول الأخ سمير المحيا: نضطر لشراء وايتات الماء لأن مياه المشروع لا تكفي فنشتري وايت ماء كل أسبوع يعني (4) وايتات في الشهر وكنا نشتري الوايت بألفي ريال لكن الآن ارتفع سعره منذ أزمة المشتقات النفطية وحلول شهر رمضان فأصبح الوايت يكلفنا (4) آلاف ريال هذا ونحن قريبون من مضخة الماء التي تعبئ منها الوايتات ويرتفع السعر كلما بعدت المسافة وعندما تسأل عن سبب رفع السعر يكون الرد (مابش ديزل وفرلي ديزل واعرف أمور).
ويتساءل المحيا عن الآلية التي يتم بها توزيع مياه المشروع على الحارات والأحياء¿!
واستغرب عندما سألناه عن مدى العبء الذي يشكله ذلك وقال: هناك أزمات وغلاء في المعيشة وارتفاع في الأسعار وفي كل شيء لكن الطامة الكبرى أن يقل ويرتفع سعر الماء الذي يعتبر أساس الحياة فهذا ما لا يمكن تحمله واحتماله.
ولا يقتصر العبء على الجانب المادي بل تزداد المعاناة عند حاجتك لشراء وايت فتجد نفسك محاصرا أمام زحمة الطلب وليس لك خيار سوى انتظار دورك وأحيانا لا تجد وايتات بحجة عدم توفر الديزال وانقطاع الكهرباء وبالتالي عدم توفر المياه.
يقول الأخ يحيى العنسي: بالإضافة إلى عبء ارتفاع سعر وايتات الماء الذي وصل إلى (7 و8) آلاف ريال هناك مشكلة زحمة الطلب على الوايتات خاصة في شهر رمضان وانتظار دورك وأنت بأمس الحاجة للماء في ذلك الوقت أو صعوبة الحصول على وايت ماء بسبب عدم توفر الديزل وانطفاء الكهرباء.
ويضيف: في إحدى المرات اتصلت بصاحب وايت ليحضر لي ماء فضحك وقال لي: في هذا الوقت أطلب عسل أو أطلب سمن استطيع أوفر لك لكن ماء من أين¿ لا ديزل ولا كهرباء!!
أحد أصحاب الوايتات عندما سألناه عن سبب رفع سعر الماء قال: كنا نعبئ من المضخة بـ700 ريال والآن نعبئ الوايت بألفي ريال كما أننا نضطر أحيانا لشراء الدبة الديزل بـ7 آلاف ريال ونحن بدورنا نحسب السعر الذي يخارجنا فنبيع للقريب بأربعة آلاف وكلما بعدت المسافة زاد السعر ليصل إلى 7 آلاف ريال طبعا هذا في المنطقة والمحيط الذي أعمل فيه وهناك في مناطق أخرى قد يصل سعر الوايت الماء إلى ثمانية وتسعة آلاف ريال.
فيما يقول آخر: أصبحنا كأننا نشتغل جمالة ارتفع السعر لكن ما بش فايدة وأحيانا بل غالبا نبيع بنص الوايت يعني بدل المشوار الواحد نستغرق مشوارين مثلا مواطن يريد نص وايت يكون في حارة وآخر يريد نصف وايت في حارة أو منطقة أخرى فنقوم يبيع نصف الوايت بألفي ريال للمشوار القريب وللبعيد بسعر أعلى وهذا كله بسبب انعدام الديزل وارتفاع سعره في الشارع.
ولأن الحاجة ماسة للماء وهناك من لا يسعفهم الوقت لشراء وايت أو لا يستطيعون شراء وايت ماء يضطرون للبحث عن الماء ويلجأون للتعبئة بالدبات من حنفيات السبيل التي تكون موجودة في بعض الحارات أو جوار الجوامع أو جوار مضخات المياه وترى زحمة وتزاحما على تعبئة الدبات وكل يحضر ما يملك من دبات لتعبئتها.
اتجهنا إلى مكان إحدى المضخات لمعرفة سعر الوايت الماء وسبب ارتفاعه خاصة لدى أصحاب المضخات حصة من الديزل مخصصة من شركة النفط فكان السبب هو الديزل حيث قال الأخ محمد سريع مسؤول المضخة: الحصة المخصصة لنا من المحطة (4) براميل كل نصف شهر وأحيانا تتأخر لأكثر من شهر وهذه الكمية لا تكفي فالمولد يستهلك أكثر من برميل أثناء تشغيله (15) ساعة يوميا خاصة ونحن نعتمد بتشغيل المضخة على المولد لا على الكهرباء لذلك نضطر لشراء الديزل من السوق أو كما تسمى السوق السوداء التي يصل فيها س