عبور في الليل

محمد المساح


 - يلمع الإسفلت بفعل الأضواء الأمامية للشاحنة المرسيدس.. الوقت والليل.. وخط السير من حيس.. وعبر الجراحي زبيد الحسينية.. حتى بيت الفقيه.. وعلى الشمال واليمين تبزغ
محمد المساح –

يلمع الإسفلت بفعل الأضواء الأمامية للشاحنة المرسيدس.. الوقت والليل.. وخط السير من حيس.. وعبر الجراحي زبيد الحسينية.. حتى بيت الفقيه.. وعلى الشمال واليمين تبزغ الأضواء كشهب في سهول الليل وتهامة.. الأضواء تغلفها هالات من الغيوم فتبدو كأنها نجوم هائمة لا تدري أهي هابطة من فضاء السماء أم هي تنزع فكاكا.. من جاذبية الأرض لتعوم في فضاء الليل الساكن.. وتصل إلى الأذن وأنت متأمل في الليل والطريق ضجيج الشاحنة وهي تلتهم خط الإسفلت أنك تخترق الليل سائحا.. في ملكوت الله ليلöهö وتصبح كأنك في ذلك الحضور المهيب.. ذرة متناهية الصغر تعبر مملكة الليل والرمال التي أتحدت في تكوين كامل. الأرض ولا سماء.. في الغمام الليل غمام كوانين وهو يغلف الأضواء يصبح المشهد.. الذي أنت في مركزه.. مشهدا مهيبا فتنهال في داخلك أحاسيس ومشاعر منها كمثال: والشاحنة تنهب الطريق.. وأنت بجانب السائق.. وهو مركز نظره على الخط.. أأنت في سهوب الليل.. أأنت عابر وأخذك الليل في حضوره المهيب والتهمك داخله.. والأضواء تقترب وتبتعد تغيب خلفك وتقبل أخرى.. وتقول في نفسك.. ربما تكون زوارق الصيادين في البحر البعيد الذي لا تراه ويشعرك بوجوده على الأطراف والضفاف في فضاءات الليل وموسيقى بلا ضجيج .. تسري في الروح.

قد يعجبك ايضا