الرئيس هادي واليمنيون وحلم اليمن الجديد
محمد محمد إبراهيم
وسط عواصف السياسة ودياجي الكهرباء يتمسك اليمنيون بحلمهم السائر نحو اليمن الجديد ومع كل غيبوبة يمر الذهن اليمن بحروبها ينهض الحلم اليماني من جديد فلا اعتداءات القاعدة وإرهابها ولا حروب عمران وهدنها المسحوقة بجنازير العناد واستحكام “القمر” السياسي من كل الأطراف المتصارعة على سيل من الدماء ولا الفقر والبطالة واحتمالات رفع الدعم بإمكانه إيقاف حلم اليمنيين بيمنهم الجديد أو تحويل مساره إلى نفق اليأس المعتم بصنوف الاستسلام.
كل هذا التمسك بالأحلام ليس ناتجا عن محدودية ما يملك اليمنيون غير الأحلام بل ناتج عن كون معادلة الحياة اقتضت اليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة واستحكام حلقات المعاناة.
فبالأمس القريب رأينا كيف استحالت عاصمة اليمن التاريخية إلى متارس وخطوط تماس ومعارك ضارية كان أقساها ما شهدته الحصبة ومدينة صوفان وكنتاكي وغيرها حتى كاد سكان العاصمة أن ينزحوا عن منازلهم إلى القرى والأرياف .. ومع هذا أتى الانفراج من حيث لا يتوقعه اليمنيون ومن يراقبون شأن اليمن حيث استطاع الرئيس هادي أن ينزع فتيل الاقتتال بحكمة وإرادة لم تكن واردة في حسبان أحد ووفق تسوية سياسية قامت على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومرونة سياسية غلبت مصلحة الوطن العليا.
وبالأمس القريب تابعنا مجريات حوار وطني شامل جمع أشتات الرماة والمتمترسين والمتصارعين على طاولة خالية من السلاح إذ تحول سلاح الدبابات والآربيجي والكلاشنكوف إلى سلاح الحجة والنقاش السلمي على مرأى من العالم ووصولا إلى وفاق وطني على وثيقة مخرجات عادلة تعهد الرئيس هادي بتنفيذها وهو الآن يعزز عزيمته بالإصرار والحكمة اليمانية الراسخة لمواصلة تنفيذ هذه المخرجات وبالأمس القريب أيضا رأينا ما خلفه الاحتقان في جنوب الوطن من تذمر واحتراب ودعوات انفصالية وأحداث أودت بالكثير من أرواح اليمنيين شمالا وجنوبا.. ومع هذا استطاع الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أن يقرب وجهات النظر وأن يجبر الضرر بخطوات جادة وقرارات شجاعة لتشهد صالة الخيول في العاصمة صنعاء أكبر تحالف لقوى الحراك السلمي الجنوبي أعلن في الاحتفال الجنوبي الأول في صنعاء ليجدد هذا التحالف عهده الوحدوي بمساندة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل مؤكدين أن لا يمن بلا وحدة ولا وحدة بدون الجنوب والشمال وأن الدولة الاتحادية هي سفينة نجاة اليمن الموحد.
اليوم تعيش محافظة عمران أعتى مواجهات الاحتراب والنزغ الشيطاني السياسي الذي تفوح منه رائحة المذهبية والاستهانة بشيء اسمه الدولة من أطراف كلها وقعت على وثيقة الحوار الوطني والضحية أبناء القوات المسلحة من أبناء الوطن جميعا اعتداءات واغتيالات وقذائف موت طائشة تحصد الأرواح.. ورغم ذلك يعقد اليمنيون آمالهم بناصية الحوار الوطني في الوصول إلى اليمن الجديد مؤكدين أن الحسم الفيصلي في الصراع هو في حكمة رئيسهم وقائد التغيير الإيجابي الناجح في اليمن المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي اثبت بجدارة وطنيته العريقة وصبره المقرون بالفكر المستنير في فكفكة الملفات اليمنية المعقدة لصالح رسوخ الوحدة الوطنية وثبات قيمها في أمواج وعواصف التحديات.
عمران والكهرباء والانتصار لقيم الضوء والأمان لا زالت ملفات عسيرة وتنتظر من فخامة رئيس الجمهورية قرارات أكثر شجاعة وصرامة وهو ما ينتظره اليمنيون بفارغ الصبر وجميل الولاء لرئيسهم الذي حمله القدر مسؤولية اليمن في أعتى الظروف ليثبت لليمن واليمنيين وطنية عالية وفداء وحدوي عظيم..!!