أطفال السرطان .. صراع من أجل الحياة !!
■ تحقيق / أسماء حيدر البزاز
كم هو المنظر مؤلم ومأساوي وأنت ترى تلك البراءة تعتصرها صرخات المرض وفاقة الفقر, إنه السرطان الذي يلتهم كل يوم جزءا من أجسامهم وحياتهم, وما أصعب ذلك وأشده وقعا على الآباء الذين يرون أبناءهم يصارعون الموت فيوقفهم الفقر مكتوفي الأيدي .. وبين هذا وذاك غصص وآلام إما إلى الحياة أو الوفاة ,, وفي شهر كريم كهذا فأعظم ما تناله من المثوبة هو بث روح الحياة لمن فقدها بإحسانك إليهم..
الطفلة نسيم العلفي – 7 أعوام كانت كثيرة الشكوى من ألم وصداع في رأسها فتارة تستخدم أدوية مهدئة وتارة أدوية خافضة للحرارة ما كانت ولا كان أهلها يتوقعون أن في رأسها سرطانا حكم على براءتها وطفولتها بل وحياتها بالإعدام فبعد أن شاخ بها المرض سقطت مغمية عليها وحال إسعافها المستشفى كانت الصدمة والفاجعة, تقول نسيم : كنت أشعر بثقل كبير في رأسي يزداد يوما بعد آخر وصعوبة في البصر تزداد مع الألم, أنا لا أعرف ما هو السرطان ولكني عرفت مدى خطورته بقدر الألم الذي يكابدني, أتمنى أن أموت لأرتاح و لأن أهلي فقراء لا يملكون مالا لعلاجي.
أم نسيم هي الأخرى لا تملك سوى الدعاء والدموع على صغيرتها قائلة : أتمنى أن يكون المرض في جسدي ولا في جسد ابنتي الوحيدة فأنا لا أقوى أن أراها تصارع الموت وصراخها يقطع القلب وهي تتألم وتستغيث.. ماذا أصنع لأجلها وقد بعنا كل ما بحوزتنا غير أن أملنا بالله وبأهل الخير كبير !!
فاجعة المصاب
فؤاد عز الدين في ربيعه الثالث عشر لو رأيته لتقطع قلبك أوصالا وأنت ترى جثة قد تآكلت من سرطان جثم على حبله الشوكي وأرداه مقعدا لا حول له ولا قوة , لا تدري أسرته أتجمع سفر علاجه لصنعاء أم لتكاليف العلاج الكيماوي الذي يفوق دخلهم المعيشي, فوالده ( مقوت ) ومعيل لسبعة أفراد ومنزلهم من الإيجار بالكاد يفون به, حالة تحاول أن تخفي فاجعة مصابها وفاقتها غير أن استماتتهم في سبيل شفاء فلذة كبدهم هي أغلى من ذلك وكله ولهذا رفعوا يد الضراعة إلى الله فهو أرحم بهم وأشفق بحالهم.
قصة فؤاد ونسيم يعيشها آلاف الأطفال في اليمن في مرارة بالغة مع مرض السرطان, أطفال في عمر الزهور اعتلت على وجوههم نظرات الأسى والحيرة من مستقبل مجهول لا يحلمون بالغد ولا بالعيش لساعات قادمة, فكلما تقدم بهم العمر تقدم بهم الألم فحسبهم الخلاص منه ولو كان ذلك على ثمن حياتهم, ونحن هنا ندعو أن تزوروا هؤلاء الأطفال في مراكز علاجهم أو أولئك الذين حالهم الفقر عن مواطن العلاج في زوايا المرض وفراش الألم ابتغاء وجه الله وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ..
إحصائيات
وفي إحصائية رسمية أوضحت بأن اليمن يعاني من إصابة أكثر من 25 ألف شخص بالسرطان ويبلغ عدد الوفيات فيها جراء هذا المرض 12 ألف شخص سنويا وذلك جراء ضعف الخدمات الصحية المقدمة والمتمثلة في المستشفيات والكوادر والإمكانيات الطبية والتثقيف الصحي والحالة المادية الصعبة للمواطنين.
ووفقا للمركز الوطني للأورام بصنعاء فإن عدد الحالات المصابة بالسرطان الوافدة إلى المركز منذ افتتاحه عام 2005م وحتى نهاية العام الماضي بلغت 32 ألف حالة من كافة محافظات الجمهورية بينهم 12% من الأطفال .
تخفيف المعاناة
وفي هذه الزاوية حث العلماء والدعاة إلى أهمية التكاتف والتكافل لمعونة أطفال السرطان والتخفيف من معاناتهم, حيث يقول العلامة إبراهيم العلفي إن للإحسان لهؤلاء الأبرياء فضلا عظيما وجلبا لسعادة الدارين فبه يطفئ غضب الرب وينجي من المهالك ويرد البلايا ويبارك في العمر ويصد بإذن الله مصائب كبيرة فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولك أن تتخيل مدى وقمة سعادة هؤلاء الأطفال وحسنتك تذهب عنهم فداحة ما أصابهم وتعيد البسمة لشفاههم وتفرح بذلك أهلهم وذويهم.
وبذلك يتحقق البر : ( لنú تنالوا الúبöر حتى تنúفöقوا مöما تحöبون وما تنúفöقوا مöنú شيúء فإöن الله بöهö علöيم ) فتكون بذلك قدمت أعظم حسنة في هذا الشهر المبارك وطوبى لك الجنان.
تفريج الكربات
(خير الناس أنفعهم للناس) .. هكذا استهل العلامة محمد العزي وأضاف : كم هي نعمة عظيمة عندما تساعد هؤلاء المحتاجين وتفرج كربهم إما بتوفير العلاج أو تقديم المعونة والتسهيلات لذلك بقدر المستطاع أو تتبرع لمراكز مرضى السرطان بالأسرة أو الأدوية امتثالا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن, وأن يفرöج عنه غما, أو يقضي عنه دينا, أو يطعمه من جوع ) و سئöل الإمام مالك : “أي الأعمال تحب ¿ فقال : إدخال السرور على المسلمين وأنا نذرت نفسي أفرöج كربات المسلمين”. ويروى أن ابن عباس – رضي الله عنه – كان معتكفا في المسجد النبوي فجاءه رجل