العبادة صلة دائمة وذروتها في الشهر الفضيل

حسن أحمد اللوزي

 - 
الخليقة كلها ليست صبغة واحدة ولم يردها الله سبحانه وتعالى كذلك وإنما هي أمم متعددة وأخص الحديث هنا حول بني ادم وحواء عليهما السلام و قد أراد الله منذ أن علم ادم الأسماء كلها خوض سباق
الخليقة كلها ليست صبغة واحدة ولم يردها الله سبحانه وتعالى كذلك وإنما هي أمم متعددة وأخص الحديث هنا حول بني ادم وحواء عليهما السلام و قد أراد الله منذ أن علم ادم الأسماء كلها خوض سباق إنساني خلاق … لإثبات الوجود ولعبادة الموجود الأول عز وجل أولا وثانيا لتحقيق الخضوع الكامل في ناموس التواؤم الكوني و هو السير وفق نظام محدد و الامتثال لخالق الوجود… بعد الوصول إلى المعرفة به و إطلاق الشهادة الحقه بان لا اله إلا هو سبحانه وتعالى.
> نعم أنت تشهد مؤمنا و صادقا و مخلصا بأن لا خالق للوجود بحق إلا الله.. وبذلك تكون أمسكت بمفتاح النجاة وأحاطت بك الرحمة والمغفرة من كل جانب … ذلك أن الله سبحانه ( لا يغفر أن يشرك به) و مفتاح سباق الفوز بالتقوى و درجاتها أمام المؤمنين عبر كل مكان وزمان وأحفل الأزمنة بالطاعة والعبادة مصطفى الأزمان شهر رمضان المبارك مع إيماننا بأن كل أيام الله مخلوقة لعبادته فيها وأداء واجبات الطاعة والاستخلاف له بما في ذلك الأيام والشهور التي ميزها بفرائض خاصة تؤدى فيها على أكمل وجه كما هو بالنسبة لفريضة الصوم في الشهر الفضيل الذي امتلك من الصفات الروحانية العميقة ما جعلته يتميز عن كل الشهور بالانضباط في أداء الصلوات وإخراج الزكاة لما حال عليه الحول والإكثار من الصدقات وتعزيز الصلة الوثيقة بالقرآن الكريم التزاما بما كان يحرص عليه الرسول عليه أفضل الصلوات والتسليم واختص الشهر بكونه مدرسة تتجسد فيها كل القيم الإسلامية في الإخاء والتراحم والتكافل وتتجلى فيها كل الصفات الإيمانية بما تتيحه من الصفاء الروحي.. والاستعداد النفسي والبدني والعقلي كجهاد إنساني يومي لتعزيز الصلة العميقة بالخالق عز وجل والتذلل له بالانغماس في الذكر والتبتل في قيام الليل تطلعا لليلة هي خير من ألف شهر ولكسب رضى الله وحسن جزائه وثوابه وتعزيز الصلة الحميمة بالمجتمع وخدمته.. والعمل على رفعة مستويات الحياة الإنسانية في كافة المجتمعات الإسلامية??
> نقول ذلك نظريا و قلوب كل المؤمنين مكلومة ونفوسهم موجوعة للصورة المقلوبة التي نعايشها ونشاهدها في العديد من الأقطار العربية والإسلامية من كل ما صارت تعانيه من تخلف وضعف وتمزق بل وهوان واقتتال طائفي ومذهبي وبدون هوادة أو وضع اعتبار لحقيقة الإيمان العاصم للدين والأنفس والأموال والأعراض والحياة عموما!
> بينما كان العالم من حولنا وما يزال ينتظر من الأمة الإسلامية الأمة الوسطية أن تقدم الصورة الإيجابية المثلى في العيش الإنساني الحر الكريم لأبنائه تحت راية الإسلام وفي ترجمة القيم الإسلامية السامية التي تدعو للإخاء والحرية والمساواة وللتسامح والتصالح والعزة والإباء ورفض الظلم والضيم والترفع عن الدنايا وأحقاد الغلو والعنصرية وكل أشكال الصراعات المدمرة للحياة..
> غير أن الحقيقة الماثلة للأسف تقول غير ذلك وتقدم صورة يندى لها جبين الإسلام
> ومع ذلك كله لا يأس ولا قنوط يخامر قلوب عباد الله المؤمنين المعتدلين الوسطيين واسمحوا لي أيها الأعزاء وبمناسبة الشهر الفضيل أن أختتم بالتذكير بما يلي
> نعم في استقبال هذا الشهر وفي خاتمة شهر شعبان وابتهاجا وفرحا بحلول شهر رمضان خطب نبينا العظيم عليه أفضل الصلوات والتسليم قائلا:(( يا أيها الناس.. قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر أوله رحمة وأوسطه مغفره وآخره عتق من النار.. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.. من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة في ما سواه.. ومن أدى فريضة فيه كمن أدى سبعين فريضة في ما سواه وهو شهر الصبر.. والصبر ثوابه الجنة.. وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن فيه.. من فطر فيه مسلما كان مغفرة لذنوبه وكان له مثل أجره من دون أن ينقص من أجره شيء)) أو كما قال وكفى بذلك تبيانا لفضائل الصوم وعظمة هذا الشهر الحافل بالخيرات كلها وشهر مبارك على الجميع.
> مقطع من نص بعنوان أهلا بك يا هذا الشهر:-
> “”””””””””””””””””””””””
> لايقنط حجر من فيض او منفعة أو جدوى
> فلماذا يقنط قلب يسكن في مأوى الروح¿¿
> ويفيض بنبض الايمان ¿¿
> والأمل متاح بالمجان!!
> لايقنط حجر أو إنسان
> والرحمة تدرك من يسأل عنها
> من كل بني الحيوان!!
> ذلك وجه من كسرة قسط في معنى الرحمن

قد يعجبك ايضا