الصحة العامة وتحسن الأداء الوظيفي للجسم مع الصيام


الصيام وقائي بالدرجة الأولى يقدöم حلولا مبتكرة لأسوأ ما يمكن أن يصاب به الإنسان من أمراض مزمنة أو غير مزمنة وله من المقومات العلاجية للكثير من العلل لتؤول إلى زوال فيشفى منها الجسد تماما أو ربما يحد من خطرها فلا تتخذ منحا أكثر تهديدا للصحة..
هذه الحقيقة الدامغة للصيام وهي مثبتة علميا في تقديم فوائد فريدة تحسن الصحة العامة للجسم والأداء الوظيفي للكثير من الوظائف الحيوية فيه طالما دأب الصائم على صيام شهر رمضان إيمانا واحتسابا ولم يجعل لياليه متنفسا للإسراف في التغذية والسهر حتى الصباح ثم يغشي نهاره يوميا بالنوم طويلا ويقضي ما تبقي منه في الكسل والخمول بدلا من النشاط والعمل المثمر..
فما السبيل- إذن- لتحقيق الصائم أقصى درجات الفوائد الصحية من صيامه هذا الشهر المبارك¿
هذا ما سيجيب عنه الدكتور/ أحمد عبد القادر الكمال – اختصاصي الصحة العامة وامراض المناطق الحارة في حديثه وبيانه لأهمية الصيام ونفعه لصحة الإنسان حيث قال:
ليس صيام رمضان مجرد أداء عبادة ينال عليها الصائم الأجر والثواب من المولى جل وعلا بل زاد على ذلك أن جعله الله مغمورا بفيض عميم من الفوائد الصحية والنفسية التي أذهلت العلماء الباحثين فما كان منهم – من منطلق علمي- إلا أن أدرجوه ضمن قائمة الوسائل الوقائية لأكثر الأمراض فتكا في عصرنا.
ويعد جزءا من الفوائد العظيمة التي يعود بها على الصحة العامة- تحديدا- تأثيره الإيجابي في الأداء الوظيفي للجسم بشكل عام.
وعلى ما تقدم نوجه لصائمي الشهر الكريم نصائح صحية هي في حد ذاتها تتفق شكلا ومضمونا مع ما سنه النبي(صلى الله عليه وسلم) لأمته من آداب وضوابط لدى تناولهم الطعام والشراب في إفطارهم وعشائهم وسحورهم وإليك- أخي الصائم- هذه النصائح في نسق متسلسل:-
1- تعجيل الفطور:- من أجل رفع مستوى السكر في الدم في غمرة حاجة الجسم إلى مصدر تعويضي للطاقة وبذلك يعود السكر بالدم إلى مستواه الطبيعي ما يحتم على الصائم أن يعمد إلى الإفطار- على الفور- بمجرد سماعه آذان المغرب.
2- الإفطار على تمرات وماء:- فالتمر يحتوي على سكريات سريعة الامتصاص تؤمن للجسم طاقة عاجلة وتعيد تركيز السكر بالدم إلى حالته الطبيعية يلي ذلك ضرورة حصول الجسم على الماء ليذهب عنه الشعور بالعطش.
3- الإفطار على مرحلتين:- بمعنى البدء فقط بالتمر والماء عند الإفطار بدون تناول أشياء أخرى ليشكلا منبها للمعدة والأمعاء أثناء أداء الصائم صلاة المغرب وذلك لتستأنفا- دون مشكلة- هضم الطعام الذي يتناوله الصائم بعد انتهاءه من الصلاة من خلال وجبة العشاء الرمضاني.
4- تجنب الإفراط في الطعام:- فانتفاخ المعدة التلبك المعدي والمعوي وعسر الهضم هي نتاج الإفراط في الطعام والشراب مما يؤدي إلى الانتفاخ وانبعاث غازات في البطن والشعور بألم تحت الضلوع وكذا تراخ في الحركة مولدا الشعور بالخمول والكسل والنعاس من جراء اتجاه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم على حساب كمية الدم الواردة إلى أعضاء حيوية في الجسم وأهمها المخ.
5- تجنب النوم بعد الإفطار:- مع الإفراط في الطعام وثقل المعدة يراود الإنسان شعور بالكسل إلى حد يشعره بالرغبة في النوم أو عدم القدرة على تأدية صلاة العشاء والتراويح ومع التخمة والاستسلام للنعاس يزداد العبء على عملية هضم الطعام فيتزايد إفراز العصارات الهاضمة بشكل منهك للمعدة وكثيرا ما يؤدي إلى ارتجاع الحامض إلى المريء وما يبعث على الإحساس بالحرقان بالمريء وفم المعدة.
6- عدم ترك وجبة السحور:- لأن السحور وجبة أساسية تحد من حدوث الإعياء والصداع والدوار أثناء النهار وتمنع العطش الشديد أو الجوع شريطة آلا تكون مؤلفة من المأكولات الحارة شديدة الملوحة كالمشهيات أو الأسماك المملحة كي لا تولد شعورا متزايدا بالعطش والنبي (صلى الله عليه وسلم) حث المسلمين على ألا يتركوا هذه الوجبة الأساسية فيما روي عنه من القول: “السحور بركة فلا تتركوه ولو أن يجرع أحدكم بجرعة ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين”.
فما أعظمها من حكمة في هذا الدين الحكيم تجلى فيها الحرص على صحة المسلم وتعزيز قدرته على الصيام بأمان من خلال حثه على التزود بالغذاء والماء قبل أن يقدم على صيام يومه.
• المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان

قد يعجبك ايضا