(( الغوبة ..))
عبد الرحمن بجاش
الغوبة تلك الريح الشديدة التي تلف تراب الأرض وترتفع بها إلى السماء , وهناك نوع من الرجال يرتفعون بالفعل والسلوك والممارسة إلى السماء حتى وان اختلفوا مع الآخر , النعمان الابن أحد هؤلاء الرجال , الذين للأسف فقدتهم هذه البلاد وهم على أية حال معدودون لم يحولوا فعل الإنسان وجهده وعرقه ونضاله من أجل الانعتاق والحرية إلى مجرد مكسب شخصي يغلف طوال الوقت بشعارات الثورة والجمهورية ,كما فعل كثيرون من حولوا فعل الناس إلى مجرد سلم يصعدون عليه إلى الثروة وليس الثورة وكم يا ثورات سرقها هؤلاء , لكنهم لم يدركوا أنهم بقدر ما صعدوا فكان إلى جانب من جوانب التاريخ إذ لا يمكن لهم أن يحتلوا أماكن إلى جانب من وظفوا كل دقائق حياتهم من أجل الناس , تتفق أو تختلف معهم لكنك لا تفقد احترامك لهم , فرؤاهم كانت ولا زالت لمن يريد مدماكا متينا لمشروع دوله , ولأن الغوبة يفر الناس من أمامها فقد مرت رؤى قاصرة من أمام النعمان الابن لم يجد الفارون بد من أن يوقفوها غوبه بتوجيه رصاص الخسة والحقد لتسكت زمجرتها , لكنها تظل تلاحقهم إلى اللحظة فالرؤى والمشاريع الكبيرة لا تموت بموت جسد صاحبها ولا بمرور الوقت بل تنضج وتظل تنتظر الفارس الهمام يأتي راكبا حصانه الأبيض يقود بلد بمشروع يرفعها بالفعل إلى العلى , لا يزال مشروع النعمان محمد ماثل للعيان , فمن يتقدم ¿¿ ولعله من حسن الطالع أن تتزامن الذكرى التي لا رقم لها لامتداد يد الحسابات الضيقة والنزقة إلى حياة الابن تتزامن مع احتفال بمرور زمن على تأسيس الاتحاد العام لهيئات التعاون الأهلي للتطوير الذي كانت فكرته قادمة من رأس الرجل الذي نادى بالتداول السلمي للسلطة وليس السلته وعادنا في بطن أمي !! , التعاونيات خرجت من حسن قراءة الواقع من قبل النعمان الابن واحمد عبده سعيد وسعيد عبدالرحمن نعمان , ليأتي الحمدي ويبدأ بالتنمية بداية للتعاون لتتحول الفكرة فيما بعد إلى مشروع يقود بلد , لكن يد الغدر قتلت صاحب الفكرة وألحقته بمنفذها وقائدها في الميدان ليبدأ اللعب القصير من لم يخرج البلاد إلا إلى أزمة تلد أزمة , والله يعين الرجل الحاضر ليستعيد زمام اللحظة للخروج ببلد مثخن بتخلفه ومشاكله الموروثة إلى آفاق أرحب وأوسع . هذه البلاد بحاجة إلى صاحب مشروع يدري ما يفعل , وأن يبدأ المشروع بدهشة فبحلم ففكرة فخطة فبرنامج, وإلى أن يئن الأوان يظل السؤال معلقا: أين الرجال ¿¿ ولذلك يظل الغوبة أو النعمان الابن لا فرق هو الرجل الوحيد القادرة رؤاه إذا ما تلقفتها يد العناية وبعد النظر قادرة على أن تخرج بالبلاد والعباد إلى المساحة التي عليها يمكن الوقوف و التحرك والانطلاق حيث لا عوائق ولا لعب قصير لا يؤدي دائما إلى المرمى بل إلى تحول كل اللاعبين إلى مجرد مكسöري أرجل فقط وأحيان رقاب!! , يزداد النعمان بعد مرور كل هذه السنوات حضورا بينما الأحزاب وبالذات أحزاب اليسار التي كان معولا عليها تختفي كالعادة والقوى الوطنية بلا رأي ولا رؤية , وحتى نرى بشائر فجر آخر يبزغ من أفق الوطن سيظل النعمان الابن وحيدا صاحب الصوت العالي إلى ذلك الحين …..