السلام والتصالح بداية الطريق لحل مشاكل اليمن..وفي المقدمة القضية الجنوبية العادلة
محسن خصروف
الحب الصادق للوطن اليمن الموحد وأهميته وقيمته الإيجابية العالية على كل المستويات والإيمان القوي الذي لا يتزعزع بعدالة القضية الجنوبية وأحقية النضال السلمي من أجلها وواجب الانتصار لها وحتمية انتصارها ووعي قادة الحراك السلمي الجنوبي بذلك كل ذلك هو ما يقف دافعا قويا للمواقف الوطنية الناضجة الحاذقة التي وقفها في الفترة الأخيرة عدد غير قليل من القادة الجنوبيين الذين كانوا منذ البداية أعلاما في هذا الميدان الذين يثبتون الآن بجدارة أنهم ما يزالون أعلاما شامخة وأنهم الأكثر وعيا والأقدر في ميادين الإنجاز على إثبات قدرة النضال السلمي الفذة على تحقيق الأهداف الوطنية المجتمعية الكبرى ويقدرون بفهم وإدراك أن نضالهم السلمي قد كان المنطلق الأول والقوي للثورة الشبابية الشعبية السلمية في شمال اليمن وأن حراكهم السلمي الرائع الذي تعزز بثورة الشباب الشاملة هو ما أوصل كل قوى المجتمع إلى ساحة الحوار الوطني الشامل كبديل أمثل للتقاتل والاحتراب الأهلي وأن مخرجات هذا الحوار هي ما سيحقق بعدل كل مطالب الجنوبيين والكثير والكثير من آمال وأحلام الشعب اليمني قاطبة في الحياة الكريمة وأن أية نزعات غير سلمية هي على الضد تماما مما يرجوه المجتمع من خير من هذا الحوار ومخرجاته الهامة التي حظيت بإجماع وطني غير مسبوق.
لقد وعى هؤلاء القادة منذ الأيام الأولى لنضالهم السلمي الذي انطلق عام2007م من خلال جمعية العسكريين المقاعدين قسرا التي أسسها المناضل الوطني البارز ناصر النوبة ورفاقه ثم تعزز ذلك النهج العبقري عندما تتابعت كل قوى المجتمع اليمني الجنوبي لتلحق بركب النضال السلمي لانتزاع الحق الذي اغتصبته الدبابة والمدفع وغرور الانتصار الزائف والكبر المنفوح بخواء الجهل والأمية السياسية والتاريخية بل والجهل المطبق بتاريخ النضال الإنساني العادل الذي حطم قوى كبرى في التاريخ وليس مجرد شراذم عصبوية تتكئ على ثقافة الفيد واللصوصية.
إن ما هو يقيني بالنسبة لي هو أن اليمن بهذا الوعي الوطني العالي الذي أبدته وتبديه بالتتالي هذه الكوكبة [النخبة] من قادة النضال اليمني الجنوبي السلمي ورموزه قد وضع قدميه بوعي ونضج في بداية الطريق الصحيح للوصول إلى الدولة الوطنية المدنية الحديثة التي ستحقق مجتمع العدل والكفاية والشراكة الحقيقية في الثروة والسلطة مجتمع المواطنة المتساوية. وأن جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي السلمية المخلصة الصبورة في الوصول إلى أرضية مشتركة ننطلق منها جميعا لتحقيق أهدافنا قد نضجت أولى ثمارها في شطرنا الجنوبي بهذا القدر العالي الناضج من التأييد الذي حظيت به جهوده من قبل قادة الحراك السلمي الذين أعلنوا ذلك وارتقوا به إلى ميدان الفعل المجتمعي الذي اعتقد بإيمان كبير أنه سيمهد الطريق الصالح لعمل سياسي وطني سلمي في شمال اليمن يبعدنا عن شبح التقاتل الأكثر دموية الذي تلوح به قوى الشر العصبوية المريضة بداء الاستئثار بالسلطة والثروة الوطنية المبني على إقصاء واجتثاث الآخر المختلف التي ما يزال ممثلوها وكثير من رموزها يجثمون على جهاز الدولة ويمارسون فسادهم وإفسادهم علنا وبقدر كبير من التباهي والغرور بل والتحدي الذي لا يتوقع أي عقاب.
وإن ما هو مطلوب من الرئيس هادي اليوم هو أن ينقل أبناء الجنوب”بثبات” إلى الخطوة التالية” ويبدو أنه قد فعل بقرار إعطاء الأولوية لهم في الوظائف الشاغرة” وأن يتخذ خطوة مقابلة تمنع أن يحيق الظلم بشباب الشمال الذين صار لهم في طابور الخدمة المدنية ما يربو على العشر سنوات في انتظار الوظيفة “الحلم”. وأن يعمل بقوة على استعادة دور مؤسسات الدولة الإنتاجية التي تم تعطيله ونهب محتوياتها بأعمال مقصودة تهدف إلى الاستئثار بها وفي المقدمة منها على سبيل المثال لا الحصر مصنعيا الغزل والنسيج في كل من صنعاء وعدن وكذا مزارع الدولة ومؤسساتها التجارية والخدمية والسياحية وأن يستمر في نفس الوقت في التحاور والتفاهم مع بقية القيادات الجنوبية بكل ألوان طيفها ودون استثناء وأنا على يقين بأنه يفعل وأنه بصبره ووطنيتهم التي لا شك فيها سينجح وسنصل جميعا إلى شاطئ العزة وبر السلامة وسنصل جميعا إلى الإجابة على سؤال الدولة التي نؤملها ولعله لا يخفى على أحد بأن التدرج من أسفل إلى أعلى في بناء السلطة الاتحادية هو البداية الصحيحة لتحقيق الهدف الوطني الكبير وأن البداية من أعلى لن تمثل إلا وأدا للفكرة في مهدها لن تثمر إلا نقل المركزية من عاصمة الدولة إلى عواصم الأقاليم والمحافظات وتسلط ودكتاتورية المتنفذين فيما البناء من المديرية إلى المحافظة فالإ