مصادفة نظرة
محمد المساح


وهي تنظر إلى وجهه ركزت قليلا في تلك الهنيهة ربما طرأ شيء ما في ذهنها وبعدها نقلت النظر في اتجاهات أخرى. كان مرور النظر على وجهه مصادفة بالطبع أم كانت النظر قد حددت قبلا.. لكنها تلك الانتباهة المفاجأة التي بانت على مساحة وجهها التي أنطبعت في ذهنه هي عبرت.. وأختفت في الزحام وهو استمر في سيره ولا شيء هناك يغاير العادي.. الأمور تسير هكذا طبيعية ناس وبشر.. يعبرون الشارع يسيرون على الأرصفه والوجوه العديدة العابرة تتبادل النظرات السريعة لا أحد يتوقف ليتناظر مع الآخر.. الآتى من الإتجاه المعاكس.. إلا إذا تعارفا يتوقفان لوقت أقل أو أكثر فيذهب كل في حالة أو أنهما يتخاللان ويسيران معا. يحكيان ويدردشان.. ينقلان نظرهما إلى بعضهما حينا.. أو يتبادلان مع العابرين ذلك التبادل السريع للنظر ولا شيء يغاير العادي.. الأمور إلى هنا عادية لكن صاحبنا المدمن استعادة الصور.. والوجوه والأشياء توقفت تلك النظرة المصادفة منعطفات ذهنه ” الذي غالبا وعامة.. ما يستعيد الأشياء والوجوه والصور.. والنظرات إلا وقد ذهبت ورحلت بعيدا”.
ربشته تلك النظرة واللمحة واستوقفته تلك الانتباهه حالة كعادته أن يركز كل قدراته الذهنية والاستعادية حتى يبرز وجهها كاملا وحينها بشيء من التحليل كما يدعي دائما ليقنع نفسه ما هي دلالة تلك النظرة.. معنى اللمحة أكانت النظرة تلك التي ربشت أفكاره.. وجعلته يعاني عاجزا كيف لم يستقرئ وقتها وفي تلك الهنيهة.. المصادفة اللمحة والأمر الغريب والمهول على ذهنه المشتت أن تكون نظرتها التي ركزت قليلا في اتجاهه.. أن تكون تلك النظرة لوجه آخر كان صاحبه يقف خلفه عابرا.. أو شيئا في فترينه كان يومض ويلمع.
