مشاريع موسم الأمطار!!
* فايز البخاري

ما أنú يهöل موسöم الأمطارö إلا ونرى مناقصات مشاريع الصيانة وشق وسفلتة الطرق وإنشاء الجسور والأنفاق تهöل على أصحاب الجيوبö المثخنة بآلام وآهات الشعب المسكين. فهذه المشاريع تظل غائبة طوال العام وحين ينادي الصحفيون والكتاب وأصحاب الرأي الجهاتö المعنية للقيام بتلك المشاريع التي تقض مضاجعنا بمعاناتها ليل نهار نجد أن المعنيين يستقبلون تلك الأصوات بأذن من طين وأذن من عجين ولا يلتفتون لها أبدا.. لكن حين يهöل موسم الأمطار ينطلقون للعمل في هذه المشاريع بسرعة البرق!! وترى بين عشية وضحاها وقد أصبحتú شوارع أمانة العاصمة – مثلا- ورشة عمل مفتوحة لكل من هب ودب مöن المقاولين الذين ليس لديهم أدنى معرفة أو خبرة في المجالات التي يتصدون لمناقصات مشاريعها.
وما أنú يبدأ العمل في أي مöن تلك المشاريع حتى تكون الأمطار والسيول قد جرفتú الكثير من تلك المشاريع لتصبöح في خبر كان!!
وحين نمعن النظر في هذه الظاهرة المأساوية التي تتكرر سنويا نلمس بل نشتم رائحة نتنة لأوكار الفساد في أمانة العاصمة وصندوق صيانة الطرق وقطاع الطرق بوزارة الأشغال التي تكون في مقدمة الجهات المسئولة عن المشاريع التي هي عرضة للأمطار والسيول والتي تؤثر فيها الأمطار والسيول بشكل أكبر من غيرöها بل تجعل البعض من تلك المشاريع في عöدادö الموتى!!
لماذا لا يتم وضع حد لهذه الجريمة بإلزام الجهات المعنية بإرساء مناقصاتها والبدء بتنفيذ تلك المشاريع فور انتهاء موسم الأمطار بحيث لا تأتي الأمطار إلا وقد انتهت تلك المشاريع والتي لا تزال في طور البناء ستكون قد قطعتú شوطا كبيرا. أليس مöن الأولى بهيئة مكافحة الفساد أنú تضع حدا لهذه المهزلة /المأساة/ الجريمة التي تتكرر على مرأى ومسمع من الجميع!!
حتى هيئة المناقصات والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة معنيون بوضع حد لهذه المهزلة فهم في واجهة الجهات الرقابية التي لابد أنú يكون لها دور فاعل في القضاء على هذه الظاهرة المؤرقة للمواطنين والتي تستنزف خزينة الدولة في غير فائدة تعود بالنفع على هذا الوطن أو مواطنيه المغلوبين على أمرúهöم بفعل المسئولين الذين انعدمتú فيهم المروءة ومات لديهم الضمير ولم يعودوا ينظرون سوى مصلحتهم دون خشية مöن رقيب لغيابه المطلق ودون وازع مöن ضمير لموتöهö المحقق!!
أما الخشية من الله فهي آخر شيء يمكن أنú يتبادر إلى أذهان هؤلاء الذين زادتهم المناصب في ظل غياب الرقابة الحكومية الفاعلة عتوا ونفورا.
والإنسان كما هو معروف لديه نوازع شر كما لديه نوازع خير ولا يمكن بحال مöن الأحوال أنú يجتنب الشر وإيذاء الآخرين أو اقتراف ماهو مضر بهم إلا في حالتين: إذا وجد قانونا صارما وهو الرادع الغالب لبني البشر أو إذا كان له رادع من ضمير أو دين وهذا نسبته قليلة جدا ولا يجب الركون عليها لهذا سعتú المجتمعات منذ بداية المدنية الأولى على هذه الأرض لتقنين القوانين وتشريعها من أجل وضع حد لكل بني البشر الذين يتجاوزون المألوف ويعارضون الفطرة.
ونحن والحمد لله لدينا تلك القوانين والجهات المسئولة عن تنفيذها كثيرة.. فقط نحتاج منهم تقصير كروشهم أولا ليستطيعوا بعدها ممارسة أعمالهم على أتم وجه!! أما أنú تكون مسئولا رقابيا وأنت مشغول بشراء السيارات وامتلاك العقارات فهذا الذي سيجعلك أضعف من أن تمارس أي دور رقابي. وكيف وأنت مشغول بما هو مفترض أنú تحاسöب عليه الآخرين!!
faiz.faiz619gmail.com