التعليم أحق بالطوارئ

محمد غبسي


لجوء الطلاب للغش الجماعي لا يعني بأنهم فاشلون ولا بأنهم مهملون أو متغيبون…بل يعني ويشير إلى كذبة كبيرة ويؤكد عدم وجود تعليم في الواقع ولو بنسبة متدنية..!
وما مشاركة الآباء وانخراطهم في هذه الظاهرة إلا تعبير حقيقي عن خطأ فادح في العملية التعليمية برمتها ولا أعتقد بأن أي إنسان عاقل أو حتى نصف عاقل قد يذهب مع ابنه الى مركز الإمتحان و يحاول بكل الوسائل مساعدة ابنه لو كان هناك أي تعليم يذكر قد تلقاه ابنه طيلة العام الدراسي !
صدقوني عملية التسريب ليست سوى نتيجة بسيطة ولا تستحق هذه الجلبة المؤقتة التي ستنطفئ بعد أيام معدودة فنحن بحاجة للبحث عن السبب الحقيقي للمشكلة التي ستلقي بظلالها على كل مناحي الحياة المشكلة التي تؤسس وتشرöع الغش والحيلة لأجيال كثيرة وتحيلهم إلى بشر ناقصين ومعاقين .
إذا كانت هناك حاجة لإعلان حالة الطوارئ فهي في حقل التعليم بشكل عام واستنفار كل الجهود من قبل الدولة والأسرة لانتشاله من هذا الفخ الذي أصبح مخزيا و مخيفا ومرعبا أكثر من أي وقت مضى .
…وبعيدا عن السياسة و الحزبية وبعيدا عن ألعاب وصراعات الكبار أقسم بأن ظاهرة الغش الجماعي.
ولأسباب سياسية كثيرة أؤكد بأن المسؤولية لا تقع على عاتق الوزير لأنه فلان أو لأنه علان فالمسؤولية كبيرة جدا من وجهة نظري وبحاجة للبحث الجاد والدراسة الحقيقية حتى نتمكن من تقييم المشكلة وتوزيع المسؤولية إنقاذا لأبنائنا ولا يفوتني هنا أن أحيل القارئ الكريم إلى دراسة مهمة للباحث فارع المسلمي نشرتها السفير العربي بتارخ 28/8/2013م تحت عنوان ” التعليم في اليمن : حقل طوارئ غير معلن ” شملت كل جوانب التعليم وشخصت معظم السلبيات .
الخلاصة كلنا متورطون في هذه الجريمة آباء وأمهات معلمين ومسؤولين والاعتراف بالخطأ أول بند في قائمة الحلول .

قد يعجبك ايضا