التعبير عن المطالب الشعبية بالوسائل غير القانونية وغير العادية

أ.د.عمر عثمان العمودي

إذا زادت هموم الشعب وطغيت المظالم على مجمل أوضاع البلاد المختلفة فإن الناس سيبتعدون عن وسائل التعبير العادية والقانونية ويلجأون مضطرين إلى الوسائل غير العادية وغير القانونية مثل : السخط العام والاضطرابات والمظاهرات والاعتصامات وإلى العنف والإرهاب والتخريب ..الخ وصولا إلى الثورة الشعبية التي يحدد بها السعي إلى إسقاط النظام السياسي واستبداله بنظام آخر أكثر عدالة وإنصافا لهم سياسيا ودستوريا واجتماعيا ويكون النظام السياسي بسلطاته وأجهزته وآلياته وبقيادته السياسية والإدارية العاجزة والقاصرة هو المعول الأول والأخير .
وأكثر اضطرابات وثورات شعوب العالم الثالث سببها المحوري وفي المقام الأول هو عجز نظمها السياسية المختلفة وغير العصرية وقصور قياداتها السياسية والإدارية عن القيام بدورها المطلوب كفاءة وقدرة وأمانة ومسؤولية .
وأغلب دول وشعوب العالم الثالث تعاني من العديد من المشكلات والمعضلات المعقدة والمركبة والمتراكمة مثل : مشكلة أو أزمة المشاركة بمعنى حق المواطنين المؤهلين والقادرين على المشاركة في مختلف شؤون بلادهم السياسية والإدارية والاجتماعية فهذا الحق لا يمارس قولا وفعلا وعلى أرض الواقع لأن الانتخابات العامة أهم صور المشاركة بلا ضمانات تحميها وهي في الغالب شكلية ومحددة التوجهات والنتائج لصالح الحكام , وتفتقر مجتمعاتها السياسية للشرعية الحقيقية لأن شرعية الحكم لا تستمد من رضا وطاعة وتأييد المحكومين ولا تقوم على الثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم وهناك مشكلة وأزمة التكامل القومي فأغلب هذه الدول بسبب ضعف مواردها المادية وفساد حكوماتها ينحصر دورها الإصلاحي والتنموي في نطاق ضيق في العاصمة وبعض الحواضر المهمة للحكم مع ترك الجانب الأعظم من البلاد والشعب فريسة للجوع والتخلف والأمية والقهر وقصور الخدمات الاجتماعية كما ترتبط بهذه المشكلة مشكلة أخرى ترتبط بقصور التغلغل والاختراق الإداري مثل أجزاء البلاد أمنيا وعسكريا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وهذا الأمر يولد الفراغ الذي تسعى إلى استغلاله جماعات وبؤر الحركات السرية الدينية والسياسية والانفصالية وهذا يهدد سيادة وأمن البلاد ووحدة أبنائها الفكرية الوطنية ناهيك عن ضعف بناء الدولة على مستوى المؤسسات وسيادة النظام والقانون بالإضافة إلى مشاكل تسارع النمو السكاني ومشاكل الإرهاب ومشاكل ثانوية أخرى .
المهم كيف تتحقق أهداف الثورة والتغيير إلى الأحسن والأعدل¿ وكيف يتم تقصير مرحلة الانتقال حتى لا تطول المدة وتكثر المشاكل ¿!