صنعاء شمعة تنطفئ

محمد محمد صلاح


من العيب أن نرى العالم يمد يده إلينا خضراء لتخليد مدينتنا التاريخية … المدينة اليمنية العريقة مدينة صنعاء القديمة … صنعاء الحضارة والتاريخ قلب اليمن النابض .. وعنوانها الملفت على مستوى العالم .. كما من العيب أن نرى تسليط الاهتمام العالمي على هذه المدينة ( الشمعة الأسطورة بضياء متجدد لحياة سكان اليمن دون أن تخبو على مدى ثلاثة قرون ) لتكون المتحف التاريخي العالمي الحي …. ومن العيب أيضا أن نراهم يتسابقون على حفظ ما تمتلكه هذه المدينة من جمال وتزيين أركانها .. وأبرز رونق معالمها التاريخية .. كجوهرة متفردة على مستوى العالم .. وذلك من خلال رصدها في سجل منظمة التراث العالمي اليونسكو UNESCO كإحدى أهم المدن التاريخية عالميا .. فيما نجد أيدينا –للأسف الشديد – تمتد لتهدم وتحطم هذه الصورة الايجابية العظيمة لهذه المدينة في أذهان العالم .. , وتشوه معالمها التاريخية الجميلة بالملصقات واللافتات والحبال والقصقصات القماشيه .. والأسواق العشوائية المشوهة .. والبناء العشوائي الذي لا يلتزم بالنمط المعماري الذي تمتاز به هذه المدينة من أعمال الصيانة والترميم لبعض مبانيها القديمة .. بالإضافة إلى إهمال وتقصير الجهات المعنية بتوصيل خدمات البني التحتية اللازمة للسكان من مياه وصرف صحي ومجاري وكهرباء .. وما يترتب على هذا الإهمال من مشاكل تضر ببيوت صنعاء القديمة وقصورها الشاهقة والعريقة في تاريخ هذه المدينة .., الأمر الذي جعلها عرضة للانهيار ومهددة بالسقوط .., رغم أن هناك دعما دوليا كبيرا من قبل منظمات دولية إنسانية مهتمة بعبق الأصالة والمعاصرة .., وجماليات الفنون المعمارية والبساطة وعظمة الانجاز وايجابية الأثر المتجدد .. الذي جمعت بينهن مدينة صنعاء التاريخية .. ونرى الكثير من المنازل والمعالم الأثرية التي تزدان بها هذه المدينة –للأسف الشديد – تنهار دون أن نحرك ساكنا .., رغم أنها كانت لا تحتاج منا سوى لمعالجات بسيطة جدا لتظل حافظة لشموخها المتفرد دون الانهيار .. بالإضافة إلى معاناة خاصة بسكان هذه المدينة تتمثل في ضيق شوارعها التي لاتسمح بدخول ناقلات (وايتات ) المياه .. الأمر الذي رفع أسعار النقلة من المياه أضعافا مضاعفة لأسعارها المرتفعة أيضا خارج أسوار صنعاء القديمة بسبب الافتقار للمشتقات النفطية .. وهو ماجعل الأوضاع المعيشية في هذه المدينة التاريخية أصعب بكثير من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها أبناء شعبنا اليمني إجمالا في هذه الفترة التي تعتبر أصعب فترة وأعقد أوضاع معيشية يشهدها على مدى تاريخية المعاصر والحديث …
وهنا نؤكد أن مسؤولية الحفاظ على ما تبقى من خصوصيات ملفتة في هذه المدينة أو التحفة الفنية العالمية الخالدة ( صنعاء القديمة ) مسؤولية وطنية جماعية ويتحملها كل مواطن يمني غيور على وطنه وتاريخه , ويجب علينا وعلى كل يمني في الداخل والخارج أن يفاخر بما تمتلكه هذه المدينة من بهاء ورونق يعكس تاريخا حضاريا متألقا لصورة مستقبلية مشرقة تأسر الأنظار والقلوب .. ولابد أن نقدر حجم الخسارة الكبيرة التي نتكبدها كل يوم جراء هذا الإهمال وهذا التعامل مع هذه الجوهرة التي لاتقدر بثمن … ومما لاشك فيه أن ( من فات قديمه تاه ) فماذا ننتظر ¿ أن تنطفئ شمعة صنعاء القديمة الأسطورة …..

قد يعجبك ايضا