شذرات
محمد المساح


في القلب حزن تجاوز جدران القلب وفاض.. التقفته أعبار الشرايين حتى وصل الأطراف.. وجرى في الفراغ شكل له.. أجنحه من الزبد وطار..
تذكر الذهن المتعب.. تلك الليالي التي لا تعود واندفعت الذاكرة تحاول البحث عن تفاصيل ربما بقيت عالقة فيها.. ولكن الرؤية والاستعادة لم تفلحا والذاكرة تسافر سابحة في ضباب غائم.. وعلى صوت موسيقى آتيه من بعيد غاص صاحبنا في الصوت ورحل..
إسمها «جالا» كان ينطق الاسم.. الاسم بالتصفير.. في ليلة شتائيه طواها التاريخ في غياهب قرن مضى.. إجتزنا أنا وصاحبي «الذي لم أشاهده منذ ذلك العهد وانقطعت أخباره عني ولم أعد أدري أغيبته الأرض بدون إعلان وفاة¿ أم تاه في أزقة الكون بصعلكته النموذجية والفريدة.. المهم كما قلت قبل الجملة الاعتراضية اجتزنا أنا وهو حديقة استقر الثليج على مقاعدها الخشبية..وكانت الاشجار العارية من الأوراق صامتة وتعروي مثلنا من شدة البرد القارس لكنها كانت تصغي على ما يبدو لوقع خطواتنا أنا وصاحبي على الثليج.
وصلنا إلى الباب.. لشقة تقع في الطابق الأول.. بدقة واحدة.. كانت على الباب تسحبه نحو الداخل رحبت بنا بكلمتين ودودتين.. مست جدار القلب فتكهرب.. ابتسم صاحبي.. ونظرت إلي كان الترحيب باديا على الوجه بوضوح ودخلنا.
