الحرب الانبل !!

عبد الرحمن بجاش


سيارتي من السادسه صباح الثلاثاء تقف في الطابور امام محطة البترول في شارع الخمسين , بمعنى أنها لأول مرة خارج البيت – برغم أنها بنت ناس – , وقد تنام هذه الليلة ايضا ( ليل الاربعاء ) , والكهرباء تقريبا من نفس الوقت , وها أنا المح خبرا من وكالة الأنباء عن اعتداء رابع ( ممهنج ) على خطوط الكهرباء يتزامن مع احراق للإطارات في بعض الشوارع وقطع البعض الآخر ( ممهنج ) هو الآخر يستغل حاجة المواطن الماسة للبترول والكهرباء ويحاول الاتجاه بالامور الى وجهة أخرى , , فالسيل بلغ الزبى ولا تتركوا الحبل لمن يريد أن يربط رقابنا به من جديد , الو ضع سيئ , بل وسيئ جدا والعاقل عليه أن يتحرك وبسرعه . اكتب بدون نفس نظرا للحال الذي نحن عليه , إذ معظم الناس في البيوت , ومن في البيت ضاقت روحه لغياب الكهرباء , وتخيلو فقط حال الناس في مدن الساحل !! ..
العالم يتجه بأنظاره هذه الليلة الى البرازيل ونحن الى محطة مارب الغازية , ومن يعشق الكره يده على قلبه اذ لن يستطيع المشاهدة ولا حتى النوم , كيف يضج الجانب الآخر من الكرة الارضية على وقع أقدام اللاعبين , ونحن تضج الشوارع تحت اقدامنا لا هثين نبحث عن قطرة البترول التي ان وجدتها فلن تجد الثانيه !! وان نجوت من الاعتداء الأول واصلحت الخطوط فمن يضمن عدم الاعتداء مرة أخرى !! , هذه الليلة ستندلع أولى معارك أنبل الحروب وإن كانت حروب الدفاع عن الأوطان أنبلها , لكن الكرة حرب نبيلة , والحرب في حالة كاس العالم إلغاء حرف (الراء) من مفردة الحرب لتصبح مفردة أخرى ( الحب ) هي المهيمن على الكون, اصول البرازيليين جزائريه يقول احد شعرائها ( عز الدين ميهوبي ) , والجزائر منتخبها الوحيد القادم من جهة العرب للمشاركة إذ لا ثاني بجانبه انعكاس لحالة العرب العاربه !! حيث هم فاشلون حتى كرويا , لكن اتحاداتهم ووزراءرياضتهم اول المهرولين الى البرازيل للمشاهده على حساب شعوبهم التي لا تجد البترول والكهرباء !! . من اسبانيا بلد راموس المدافع الهداف الى الارجنتين حيث ميسي يمثل حلم بلاده في الو صول الى قمة العالم كرويا , عينه على الجار (نيمار) الذي يحلم هو الآخر بإهداء البرازيل كأسها السادسة , لكن مدرب اسبانيا المحفز للاعبيه بالموسيقى يخيفني , وان كنت أحسب ألف حساب للطليان , والالمان يفاجئونني دائما , الليلة العالم يعلن حربه النبيلة بهذه الساحرة التي شغلت العالم ايضا ولها وحبا بها ….وانا يدي على قلبي خوفا من عدم عودة الكهرباء , ونضوب البترول من عروق المحطات , وأهمس في آذانكم مرة أخرى إنني لأول مرة أكتب بلا نفس !!!

قد يعجبك ايضا