الأرجل الذهب !!
عبد الرحمن بجاش

أشار وفي, وهذا اسمه, إلى السماء لحظة أن كانت ترسل السحب مطرها مدرارا : السماء برق ورعد والمطر غزير, كيف ستقلع الطائرة¿ كان في ذهنه حكاية الطائرة الماليزية اللغز أيضا¿¿ كان وأمه في مطار كوالا لامبور عائدين بعد رحلة تدريب استمرت ثلاثة أسابيع, قالت له الأم واثقة: يا ابني هنا الناس يمشو بالعلم, أمشي ولا تهتم هم أخبر . لم أحس بنفسي إلا وأنا فوق السحاب تتناثر تحت الطائرة نتف بيضاء تسر الناظر . سألت صهيرتي: كيف شفتي الدنيا ¿¿ – أيش الدنيا يا شيخ المطر لا ينقطع طوال اليوم ولا تدري أين يسير !!, وماذا أيضا ¿¿ – لاحظت أن اليمنيين من يذهب إلى الخارج لا يخرجون من غرف فنادقهم !!, يظلون داخلها بالأيام فقط يذهبون إلى الغرض الرسمي ثم يعودون إلى بياتهم !!, بمعنى أن اليمني لا يذهب لزيارة معالم البلاد التي يزورها, لا يذهب إلى المعارض الفنية, إلى دار السينما, لا يبحث عن مسرح, لا يحاول أن يعرف أسرار البلاد التي يزورها, وخذ مثلا أوضح دليل على ذلك سفرا أنا فمعظمهم يخرج ويعود يعود ويخرج وفي الأخير كأنه لم يخرج !! والقلة من حالة الاسترخاء حيث لا سفارة تبذل جهدا عاما فيبادر بعضهم إلى نيل الدكتوراه فيعود بالدال ويظل الفارق بينه وبينها ألف سنة ضوئية مما تعدون !!, لم أجد سفيرا إلا القلة ترك أثرا في البلاد التي كان فيها, لم يعد غير الرعدي والمقبلي وبعض الأسماء يكتب عن تلك البلاد عاداتها تقاليدها تجربتها في التنمية, معالمها, إنسانها وكيف استطاع أن ينفذ, ولذلك درجنا على الإشارة إلى أن مرتبة السفير معظم الوقت تمنح كهبات للراحة والاسترخاء ومعالم المعادلة هكذا: وزير, سفير, عضو مجلس الشورى أو كما أطلق عليه احد كباره كتيبة الفائض !!, في ماليزيا تجربة عظيمة أو هي أشبه بالمعجزة قادها الرجل الكبير مهاتير محمد من لحظة أن وضع رؤيته عشرين عشرين وكانت تجربته في بيع الموز ماثلة للعيان أمامه وهو يحلم بماليزيا القادمة, وقد أسس لدولة الإعجاز والإنجاز الحقيقيه, لنرى بعد عشرين عاما تقريبا ماليزيا الممالك والتعدد العرقي دولة أخرى عظيمة قادرة, ويوم أن حاول الغرب أن يذبح تجربة الرجل من الوريد إلى الوريد إبان نكبة النمور السبعة أو الثمانية لا فرق, قالها مهاتير الوفي : ماليزيا ستنجو, والرهان على الماليزيين وعلى الماليزيات تحديدا وليس على البنك الدولي, وهو ما لم ينتبه إليه احد , نادى الرجل أيها الماليزيون هبوا لإنقاذ ماليزيا, ليتبدى الانتماء والولاء لوطن يقوده رجل نزيه نموذج وقدوة, فهبت الماليزيات أيضا بذهبهن إلى البنوك, فتدفقت أطنان الذهب, ليصدر الرجل وعده (اقسم أن ماليزيا ستنجو وأنني سألبس أرجلكن ذهبا !!, قالت صهرتي : لا حظت أن الماليزيات يلبسن الذهب مثل الحجول عندنا وهي ظاهرة كما رأيتها لأسأل إحداهن عن السر, قالت لها : هو وعد مهاتير وفاء للمرأة الماليزية التي يحميها القانون من تغول الرجل الآن, و لا يستطيع الانتقاص منها ولا التعامل معها بدونية, والسر أنها أثبتت ولاء منقطع النظير لماليزيا ولتجربة مهاتير فدعمت وبذلت, فبادلها الرجل وفاء بوفاء, مش وفاء بسرقة العيون !!! . و ألبس أرجلها الذهب ….
