الحلول الجاهزة!!
د. حسين العواضي

* يبرع اليمنيون في أمور كثيرة يجيدون اختراع الحلول العاجلة والبديلة صنعوا من الحديد الجنابي ومن التراب المقالي.
* وحين وجدوا أن الرقص ضروري غير أنه مرهق ويتطلب مهارة ومرونة اخترعوا البرع وهي رقصة جهدها محدود.. وصفها مشدود.
* اليمني كائن خرافي.. عبقري.. وذكي.. تنقصه الفرص ولا يزال رغم الصدمات التي واجهها والمنغصات التي قابلها ذلك العنيد الجدي.. الصامد المتحدي.. الذي لا يخضع ولا يستجدي.
* عمره يقسمه على مراحل ثلاث ثلث يقضيه في الظلام الدامس وثلث في طوابير النفط والغاز.. والثلث الباقي في البحث عن منزل أمين الصندوق.
* لا يشكي.. ولا يبكي.. لا يتذمر.. ولا يحكي.. محطب في الدنيا.. مقشوش في الآخرة.. ماهر في صناعة الحكم والأمثال التي تسليه وتنسيه وتعفيه من الفشل والكسل والكبوات المتلاحقة.
* يمكن أن تجد الأوروبي حائرا.. والأميركي في ورطة وقد تكتشف أن الأفريقي ضائع.. والآسيوي واقف على أذنيه.
* لكني أتحدى أي باحث متخصص أو عالم متقمص أن يجد يمنيا مزنوقا نحن أصحاب الحلول العاجلة.. والاختراعات المذهلة.
* نصنع الأزمات.. نفجöر الثورات.. نلهب المدن والساحات.. نشعل الصحف والقنوات ثم نعود إلى كبارنا طائعين يفتكون بنا كما يشتهون¿! ويتجهون بنا إلى حيث يرغبون¿!
* اليمني في مهنته أو حيلته سلطان لا يضاهيه مخلوق تحت الأرض أو فوقها ولا ينازعه بشر في الشرق أو الغرب.
* وانظر حولك.. تجد من المشاهد واللقطات ما يعفي ويكفي قليل من كثير.. وما خفي أكبر.. وأعظم.
* حين قررت اللجنة الأمنية – العليا – منع حركة الدراجات النارية التي تسير على عجلتين سريعتين وراكب أو راكبين.
* اخترع اليمني حيلة ذكية وقانونية أضاف لدراجته عجلة ثالثة ومظلة صفراء وكلما مر أمام نقطة تفتيش أمنية أو عسكرية ابتسم بخبث ودهاء ومضى في سبيله يتمتم: سلموا لي ع النظام والقانون!!
* والنواب لم يهبطوا من كوكب آخر أنهم يمثلون هذا الشعب الأبي اليعربي وسيظلون كذلك إلى قيام الساعة.
* حين – تورطوا – ودفعهم – أبطال الميكرفونات – إلى التهديد بسحب الثقة عن الحكومة اخترعوا حلا ذكيا يبعد عنهم الحرج بعد جلسات الهرج والمرج التي تسلت بها القنوات عدة أيام.
* بعثوا برسولين.. ورسالة من سطرين إلى رئيس البلاد.. وبقية التفاصيل مألوفة معروفة لا تحتاج إلى تفسير.
* وشرطة السير – المرور سابقا – إذا اكتشفت أن شارعا ما به زحمة أو مناسبة, ولادة أو وفاة تختار الحلول الجاهزة فتنصب أعمدة الخرسانة الشامخة وعلى المواطن أن يدور.. ويدور.. حتى يدوخ قبل أن يصل منزله المحاصر بالحواجز والمطبات.
* ولجنة الدستور – خبت – في نص أو نصين من مواد الدستور الاتحادي الموعود احتارت ثم اختارت السفر إلى ألمانيا, هناك دستورهم الفيدرالي مثل سيارات المرسيدس بس عاد النصوص مثل السيارات تحتاج إلى سائق مبصر وحكيم.
* (علي بلابلة) أطال الله عمره مخترع الحلول السديدة وحين يستفزه الجمهور الرياضي ويتوقع خسارة فريقه المفضل يضرب رأسه بعنف حتى تسيل الدماء.
* يبكي.. ثم يهدأ.. وفجأة يصرخ: عندي حل¿ نحن.. نحن.. وترجمتها التعادل وهذا حل مليح ومريح اخترعه الرياضي الطيب والغيور ليرضي كل الألوان.
* الكائن المذكور أعلاه يهدر الشق الأول من حياته في صناعة المشاكل والشق الثاني في اختراع الحلول لهذه المشاكل.. وفي ذهنه وتربيته وثقافته.. أن كل حبة ولها كيال.. وكل عقدة ولها حلال.