الثعلب واعظا..!!
فتحي الشرماني


يفجرون أنابيب النفط لتخسر الدولة مئات الملايين من الدولارات, وإذا أصلحت الدولة ما أفسدوه وأعادت تصدير النفط, عادوا فمارسوا الإرهاب على شركات الإنتاج والتصدير, وعملوا على اختطاف الأجانب وترويعهم واغتيال بعضهم لتتأزم العلاقات وتهتز العقود وتكثر المشكلات, وبالتالي تضيع من يد اليمن قيمة العوائد ما بين الترقيع والمراضاة وعملية الإصلاح لما يخربون, ثم إذا أرادت شركة النفط ضخ البترول والديزل إلى السوق المحلية عاد أولئك وتوزعوا وفق تخطيط محكم على الطرقات لاحتجاز الناقلات ومنعها من الوصول إلى المحافظات لأن هذا الشعب لا قيمة له عندهم.
هكذا نحن مع تمادي جماعات التخريب والإفساد واشتداد ضراوتها هذه الأيام, فـ(لا هم رحموا الناس, ولا هم تركوا رحمة الله تنزل) كما يقال في المثل الشعبي.
وليت الأمر يقف عند هذا الحد, فبمجرد أن يصل الاقتصاد الوطني إلى طريق مسدود بسبب تخريبهم ومؤامراتهم, وتتأزم الحياة اليومية وترتفع أصوات المواطنين بالشكوى يعود أولئك ليقولوا مع البسطاء: لا للجرعة!!
يا سبحان الله, أي ظلم هذا وأي عدائية وأي غرور وأي عصيان لهذا الوطن الضعيف الذي يعجز عن تأديب العاصي من أبنائه¿
صحيح أن حكومة الوفاق تعاقر العجز والإعياء صباح مساء, لكن عجزها لا يثير غثياني بقدر ذلك المخرب الذي يغلب ألف عمار, كما يقول المثل .. بل ذلك الذي يقتل القتيل ولا يمشي في جنازته فقط, وإنما يقف أيضا على قبره خطيبا: أيها الناس إن المرحوم قتل ظلما وغدرا, ولن نبرح الأرض حتى نأخذ بثأره, ثم ينطلق في توزيع التهم على من يريد !!
لا يفكر هؤلاء المخربون بأننا نحن المواطنين لا يزعجنا فقط عجز مؤسسات الدولة عن ضبط المخربين وتقديمهم إلى العدالة وتنفيذ ما تقوله فيهم, وإنما يزعجنا قبل ذلك من يتآمر علينا من أبناء جلدتنا لتعكير صفو حياتنا في سبيل تحقيقهم مكاسب رخيصة .. فهذا هو العدو الأول الذي تغلي قلوبنا حقدا عليه وكرها لأنه شيطان من شياطين الإنس, يفسد في الأرض ولا يصلح, ويسلب منا حقنا في الأمن والاستقرار والعيش الكريم, ثم يرتدي ثياب الواعظين ليخطب فينا عن الحقوق والقيم والأخلاق.
ثلاثة أعوام من التخريب والإفساد وصناعة الأزمات, هل تظنون يا رجال الشر أنها ستمر في الذاكرة اليمنية المعاصرة مرور الكرام¿ لا, فالعدالة الإلهية لابد أن تتنزل بمشيئته وحكمته لتوقع العقاب على كل من اتبع هواه وأضله الله, فلا يلهينكم أيها المخربون حمقكم وشياطينكم عن العودة إلى جادة الصواب والاعتذار لهذا الوطن عن كل رمية بخبطة, أو نسف بقنبلة, أو زرع برميل تقطع, أو تشدق بباطل أو تآمر رخيص .. عودوا مادام باب التوبة مفتوحا وليس بمقدور أي مخلوق في هذا الكون إغلاقه, وإلا فكونوا على انتظار حتى يبعث الله من ينفذ حكمه فيكم.
