بلدة طيبة ورب غفور
أ.د. عمر عثمان العمودي

ليس الهدف من تقديم الصفحات المحدودة السابقة التي هي عبارة عن لمحة مختصرة عن اليمن ماضيا وحاضرا التوثيق لتاريخ وتراث اليمن لأن هذا الموضوع محله الكتب والدراسات العلمية الموضوعية المفصلة وعبر الموسوعات المنشورة وتلك التي هي في مجال الإعداد والإصدار في المستقبل المنظور والهدف المتصور هنا هو إبراز بعض الأمور المستخلصة من عبر ودروس الماضي وتجارب الماضي فالشعب الذي لا يتعلم من أخطائه وأخطاء الآخرين هو شعب لا يمكن أن ينهض ويتطور وبالتالي الحياة الجديرة بالفخر والاعتزاز بالذات وهي:
1- إن المحن والأزمات والمشاكل التي مرت بها اليمن عبر العصور بفضل الظروف والحروب والصراعات المحلية والدولية لا ترتبط باليمن وحدها والمهم كيف تتواصل مسيرة الشعوب في طريق البناء والتقدم.
2- تتميز صراعات وخلافات اليمنيين رغم كثرة ما يجمع بينهم من وشائج مصلحية وتاريخية وجغرافية ودين ولغة.. الخ أكثر من غيرهم بطابع الاستمرارية وكأنها هي القاعدة والسلام والبناء والاستقرار هو الاستثمار.. فلماذا¿
3- تبرهن جميع مراحل التاريخ اليمني أن التدخلات والغزو الخارجي برا وبحرا لا تتحقق ولن تتم بدون مساعدة أطراف يمنية معينة من الداخل وعلى مسؤوليتهم.
4- يرتبط شعب اليمن بالإسلام وقيمه وتعاليمه وسيادته قطريا ولكنه في سلوكياته لا يلتزم بها كما يجب فأين مدى التزامه بمقاصد وغايات الشريعة والعقيدة الإسلامية المرتبطة بحفظ العقيدة والنفس والفعل والمهام والحريات وبالعدل والإنصاف والتكافل والتسامح وأمانة المعاملة واحترام الرأي والرأي الآخر وأخلاقيات الإسلام¿
5- تراكم المشاكل وعدم إيجاد الحلول لها من مظاهر الاستبداد والاستغلال يؤدي إلى تفجير الأحداث السياسية والاجتماعية والثوابت الشعبية لا تقوم إلا إذا ابتعدت الدولة عن مصالح ومطالب وأهداف الشعب العامة.
6- من إيجابيات ثورة فبراير الشعبية الشبابية أنها فصلت بين الحاكم وبين الثروة القومية فهي للشعب وتعمل لمصلحة الشعب وصنع تقدمه وازدهاره.
7- إن ثروة وموارد اليمن تكفي لتوفير المياه والمعيشة العصرية لكل أبناء اليمن إذا توفرت القيادات السياسية الرشيدة والأمينة وواكبها القيادات والكوادر الإدارية المؤهلة والقادرة على تفعيل مختلف أجهزة الدولة ومؤسساتها.
8- إن أهم إنجاز لثورة فبراير الشعبية الشبابية يتمثل في وثيقة مخرجات الحوار الوطني والمهم كيف تترجم في وضع ركائز الدولة المدنية الديمقراطية دولة النظام والقانون لخدمة ومصلحة المجتمع.
9- أغلبية الشعب اليمني يؤيد وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل وعليه واجب الدفاع عنها.
10- رواد الشباب الثائر عليهم التسلح بالصبر والسلمية والإصرار على تحقيق الأهداف العامة للثورة وعليهم التزود بالعلم والمعرفة وبالخبرات اللازمة لتطلعاتهم وعليهم كذلك احترام وتوقير رموز الحكم من أهل الرشاد والخبرات والمعرفة ما داموا في خدمة الوطن وأهدافه وتطلعات المجتمع السياسي.
11- المرأة مطالبة بعد المكاسب والحقوق التي حصلت عليها في المشاركة التي أصبحت تتمتع بها في طريق المساواة وتكافؤ الفرص مع أخيها الرجل عليها أن تقف مؤيدة وداعمة ومؤازرة لوثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل في سبيل تحقيقها على أرض الواقع وبناء اليمن المجيد والجديد.