مجرد أمنيات
محمد المساح

أجادت اللعبة بإقتدار مذهل ففازت برضى نفسها أولا.. وبعد ذلك برضى الآخرين.. درجة الإتقان التي وصلت إليها جعلتها تتفوق على نفسها.. أثارت الدهشة والعجب.. بالتجربة والمراس توسعت مداركها الطبيعية وأستندت بجانب تلك العوامل على الموروثات «الجينية» التي برزت واضحة منذ لحظة الميلاد.. ثم صاحبها منذ تلك الفترة.. تنبؤات ذوي الفراسة والذي احتفظ أغلبهم بتنبؤاتهم في أنفسهم حتى لا يجرون عليها وعلى أنفسهم حسد العين وشرورها.
تجاوزت مرحلة الطفولة بسرعة أذهل الإختصاصيين في مجال الطب الحيوي ومن ثم تحولت في حينها إلى ظاهرة خضعت للتحليل وتجاوزت حدود الذكاء العادي.. أصبحت بعد الدراسة والتمحيص ظاهرة استثنائية بالفعل..
وظلت لزمن كبير معجزة وقف أمامها العلم عاجزا عن التوصيف والتحديد الدقيقين لحالة بشرية حيرت العقول والألباب..
خرجت كالشعرة من العجين من حالة الأسر التي وجدت نفسها مقيدة.. لم تأبه أبدا للتحذيرات والإجراءات المتعددة من محبيها والجمع المذهول.. تنقلت من مكان إلى مكان وأجادت فنون التخفي والتمويه ولبست لكل حالة بذاتها لبوسها الخاص بها.. في تنقلها المستمر.. وجولاتها التي لا تنتهي في ربوع الكرة الأرضية كل ذلك الاقتدار والإبداع والإبتكار كان محل اهتمام وإثارة وتقدير وتساؤلات لا تنقطع وعجب شديدة وحيرة مطلقة.. لم تحظ امرأة بمثل ما حظيت به من الحفاوة والتكريم لكن الشيء الغريب والغريب في غرابته أنها لم تعط فقط في مدار حياتها توقيع إعجاب في دفاتر الإعجاب كما لم تبصم مجرد بصمة خفيفة على دفاتر العشاق والمحبين المتيمين جنونا خالصا في الإعجاب بها.. ولا ألتفتت في يوم من الأيام مجرد التفاتة صغيرة لمريديها الذين يضج بهم العالم ويملأون أرجائه صراخا وغناء وشعرا يدبجون أوراق الصحف والمجلات الشاشات والمسارح الحكايات والروايات تجاهلت كل ذلك الصراخ الهستيري كما صمت أذانها عن كلمات الإعجاب والأهات والتأوهات.. تجاهلت كل تلك الامور وبإصرار شديد تعامت وتغاضت عن كل صغيرة وكبيرة تتغزل وتحي ذلك الجمال الاستثنائي وتقدر أيما تقدير القدرات والمهارات التي أعتبرها البعض فلتة من فلتات الدهر والذي لا يجود بها إلا نادرا.. في الألف السنة أو دورة زمنية كاملة لم تنته دورتها بعد..
مرت كطيف عبرت كسحابة صيف أمام عيون المعجبين المغرمين صبابة عشقا وهياما.. وهم في غاية التوتر مرت.. وكأنها لم تكن.. أو كانت على الأقل مجرد أمنية.