أمسكوا بزمام اللحظه …

عبد الرحمن بجاش


لن أنسى صباح ذلك الخميس , ولن ينساه كل يمني غيور, واليمنيون كذلك سوى هؤلاء الذين يقتلون الحياة, كان خميسا لا أريد تذكره إلا أن نذكر كل العقلاء أن ما حدث ذلك اليوم لا يمكن وصفه , وأسوأ ما فيه حتى لا نسقط في المياه الآسنة ما قاله ذلك الذي لا ينتمي إلى الإنسانية ولا إلى سماحة الدين الإسلامي الحق بأي صله ذاك الذي قال بأن ( صاحبنا غفر الله له أخطأ )…و(مستعدين لدفع الدية) أو القيمة لا فرق) !!! , ما حصل ( خطأ), أن تذبح بنت الصديق توفيق البحم والصديق الذي سأظل ابكيه وزوجته حياتي كلها القاضي عبد الجليل نعمان وأسماء, وفنزويلا ذاك الفليبيني الذي كل جريمته انه ظل ل 30 عاما يخدم المريض لا يسأله أنت سني أو شيعي أو زيدي أو شافعي أو ناصب أو رافض أو نزيه أو نصاب, فقط أنت يمني تعال أعلمك وأعالجك ولا علاقة لي بديانتك أو اسم أمك أو أنك مع القاعدة أو الحوثيين (أنصار الله) مع السلفيين أو الإخوان … , وحين تسأل ستجد ألف طبيب يقولون بصوت واحد ( لقد تعلمنا منه وعلمنا) , يقتل فنزويلا بدم بارد وبقولون لك ( هو إلا كافر ) !! , يا حريق روحي على كل أولئك الشباب من ذهبوا هكذا في مستشفى مجمع العرضي (خطأ) , لقد احترقت أفئدة اليمنيين من اجلهم واليمنيون هكذا مهما بدو مهمومين محبطين كارهين لظروف حياتهم إلا أنهم بالمطلق باستثناء هؤلاء ليسو جبناء , هل من المعقول أن يقدم يمني على قتل الطبيبة والممرضة والمريض !!! ثم يقول لك ( أخطأ القاتل غفر الله له ) , أي جنون هذا ¿¿ ويسمون ما فعلو ( دفاعا عن العقيدة) , تقتل إنسانا مسالما وتقول من اجل الدين ..لا….لا …لا …فكل الأديان سماوية وكلها من أجل الإنسان ومحمد ابن عبد الله العظيم حافظ على الحياة بمسلميها وكفارها ويهودها وفرسها ورومها والنصارى في كل مكان وصلت إليه الدعوة بما قاله ارحم الراحمين من ضرورة حفظ الحياة, ولو كان تصرف بمنطق هؤلاء لقتل كل من صادفه وأوصى خلفائه بقتل كل من قال لن ادخل الإسلام !!!,وموسى وعيسى أنبياء الله وليسو موظفين في الإدارة الأميركية, يا قوم نحن ضد قتل الحياة وتبعا لذلك أنا شخصيا وكل عاقل لا أرضى بما رددته المواقع من أن فلانة تطلب رأس فلانا مهر زواجها , لا نقبل ذلك بالمطلق حتى ولو كان رأس (الريمي) لسبب وحيد أن حياة الإنسان جديرة بالاحترام حتى حياة من يحقد عليها ….., فمحمدا أرسل ليتمم مكارم الأخلاق , ولم ينتقم بل قالها مدوية إلى يوم الدين (أذهبوا فانتم الطلقاء..) – أين من يصمون آذاننا بالصراخ حين يتعلق الأمر بزواج ( الأطفال ) ¿¿ – , هل هناك ولا يزال أعظم من هذه النفس السامية العالية العظمة تستطيع أن تسمح وتعفو ……., الآن أذا أردتم وأردنا أن تستمر الحياة بدون هؤلاء فلا بد من الاستمرار وعدم الاسترخاء , ومن تعظيم صورة الجيش والأمن في أعين الناس , فهم آخر من ينامون حراسا لحياتنا وأول من يصحون اطمئنانا على استمرارها , وصدقوني فما يظهر هؤلاء أبطال وعباقرة وقادرين فقط ضعف وتردد الأجهزة وعدم الشعور بالمسئولية والإهمال كأن تترك الجنود مبعثرين حول قروانة الظهر بدون ترتيب وحراسة ويقظة فيستطيع أي عابر ان يقتنص حياتهم بكل سهوله فتهول بعض وسائلنا الإعلامية الله لا فتح على من استنسخها الأمر وتظهر القتلة أبطالا كما حدث في السبعين ……, غيروا (الأدúيم) الصغيرة بجانب النقاط في مداخل المدن وخارجها بأكشاك متنقلة أو كرفانات تحفظ للجندي كرامته , أما أن يترك ليقضي حاجته في العراء مثلا فلا يجوز , وأعملوا على تفكيك دولة أمناء الصناديق والاستقطاعات من مرتباتهم !! , وعلى الناس أن يعمل كل من مكانه على أن تكون صورة الجندي مهابة ومحترمه , ولن يتأتى ذلك إلا بما نقوله الآن تحذيرا ….حذار من تراجع الدولة فيما بدأت به , حذار من الحسابات السياسية في قضية حياة وموت الإنسان, وهي فرصة عظيمة للدولة أن تعيد الاعتبار لمفهومها ….والآن.. الآن.. الآن.. الآن.. وليس غير الآن هي فرصة تاريخية لن تتكرر لأن تفرض الدولة هيبتها , فان لم تمسك بزمام اللحظة الآن فلن تراها مرة أخرى أبدا , وسنعلن حتى نحن من ندعي الثقافة أننا خارجين عن ما ترسخ في نفوسنا احتراما للقانون الذي غيب كثيرا ونريده أن يعود لنخضع له ….دعوني هنا أوجه التحية للصبيحي القائد الفذ ووزيري الدفاع والداخلية ولكل أحذية الجنود الرجال ….أما الذين استشهدوا فيكفيهم أنهم عند ربهم يرزقون.

قد يعجبك ايضا