مقاطع شعرية
محمد المساح


عندما يصبح الحبر أعمى
ما الذي تستطيع الكتابة أن تفعله عندما يصبح الحبر أعمى ولا يجد الناس وقتا لتصريف أعمارهم أو لفصل الهواء الذي لم يزل بعد حيا عن النظرات التي جمدت في الزوايا وتصبح أمعاء طفل رضيع حدود العلاقة بين الفجيعة والمهزلة.
ما الذي تستطيع الكتابة أن تفعله والرماد هو السيد الآن والأمهات الثكالى يخبئن أبناءهن وقد أسلموا الروح في صرة من حنين سيجعلها بعد ذلك قوتا لأيامهن التي تتكور كالدمع تحت صقيع الشتاءات أو عندما بالذراع الوحيدة لليأس يرفع ناج من القصف فروة رأس الفتاة التي تتدلى يداها إلى الأرض كالخرفة المهملة..
ما الذي تستطيع الكتابة أن تفعله ونحن الشهود على ما يظل من الحلم حيا نرى الأرض تجري كعادتها كل يوم ولكننا لا نرى ما عليها وصبايا على عتبات الحداد وضعوه أماما ولم يعرفوا الطفل فيه والذي كان يعشق جارته ويكابر في خيلاء عفيف.
“محمد الميموني”
أبي
من كثرة ما صاحب الأرض صار جلبابه تلا من غبار لكثرة ما تراكم غباره أصبح ترابا.. وعاد إلى أصله.
الشهيد
أخذناه من الشمس وأضأناه وغطسنا جثمانه في قوس قزح وحين لم تعثر له على قبر تركناه يزين الملصقات وقعدنا نتفرج عليه مثل معطوبي حرب.
“حسين نجمي”
ولأنك قاسية على العناد منحازة كما دائما إلى طابور الموتى.. أناشدك من الملائكة أيتها المدينة العادلة في توزيع اليأس على الشعراء فلماذا لا تطلقين رصاصة الرحمة على آخر شدو وتنصرفين غير أسفة..
“محمد حجي محمد”
