الشعب يريد إسقاط ” الجرع ” !!
أحمد غراب

عاش الناس حالة قلق مرعبة حين سمعوا ما تردد عن جرعة جديدة وما ان نفت الحكومة رفع الدعم حتى تنفسوا الصعداء وتزامن نفي الحكومة مع تأكيدها على توفر المشتقات النفطية وانها ستقوم بملاحقة المحطات المخالفة.
لم تمض بضعة ايام حتى ازدادت الانطفاءات الكهربائية الى ضعف ما كانت عليه وليس هذا فحسب بل لاحت ازمة بترول في الأفق.
ببديهية المواطن اليمني العادي فإن اصحاب المحطات ليسوا السبب في هذا الانقطاع إذ لا يعقل أن يتوقف اصحاب المحطات عن تزويد الناس بالبترول في العاصمة بعد ايام من تأكيد وتحذير الحكومة وبالتالي فالمسؤول قطعا عن قطع البترول هو الجهة الرسمية التي تزود المحطات.
تفتح صحيفة كبرى خارجية فتقرأ عنوانا ضغوط على الحكومة اليمنية لرفع الدعم مع تقرير طويل مفصل عن ضرورات هذا الرفع ومدى الضغوط الحاصلة من البنك الدولي وغيره من الجهات الدولية.
تفتح مواقع محلية فتقرأ اخبارا عن ضبط ناقلات تهريب ديزل.
بعقلية المواطن اليمني فهم أن كل هذه التوترات المتواترة من الأزمات انما هي مقدمات لما يسمى الجرعة وهي ما يتعوذ من شره كل مواطن يمني والذي يعتقد أن تجريعه بجرعة فوق كل الظروف الصعبة والقاسية التي يتجرعها انما هو اعلان وفاة لجسد مثقل بالمعاناة.
وسواء كانت توقعات الشارع اليمني صحيحة أم لا ¿! وصدقت الحكومة أم لم تصدق في نفيها رفع الدعم فإن ثمة نقاط يجب طرحها :
الأولى : أن الجرعة ليست حلا وانما هي مشكلة ولا اعرف لماذا حلولنا كلها مشاكل ولماذا عيون حكوماتنا لا ترى حلولا للأزمات الا بالجرعات.
الثانية : حكاية اقرار الجرعة استجابة للضغوط الدولية يوازيها التراجع عن أي جرعة استجابة للضغوط الشعبية.
الثالثة : اذا كان البنك الدولي والدول الكبرى حريصة على اليمن ومصلحتها والتنمية فيها بإمكانهم دعم اليمن ببناء محطات غازية لتوليد الكهرباء الامر الذي سيمثل حلا سهلا وأمنا يحول دون أي جرعة يدفع ثمنها المواطن البسيط وتزيد الفقراء فقرا.
الرابعة : الشعب يريد اسقاط الجرع من القاموس الحكومي لا لرفع الاسعار نعم لكل المعالجات الاقتصادية التي لا يدفع ثمنها المواطن البسيط نعم للرحمة والرفق والاحساس بمعاناة الشعب وعدم قدرته على تحمل المزيد من الجرع وارتفاع الاسعار.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين