تحت علبة الصون
محمد المساح

تحنو عليه الشجرة.. لأنها تحبه.. ربما يقولون: هذا كلام رومانسي عاطفي لايتفق مع العقل والمنطق.. ربما يجانبهم الصواب.. على أساس أنهم فرغوا تماما من الطبيعة البريئة التي تحاول بحنانها أن يعودوا إليها ويتأملوا حقيقة حنو الشجرة وهي تمد ظلالها في الصيف الحارق!.
ربما.. وربما ألف ربما!
لقد غاص الناس.. في شوارع المدن وكأنهم أشباح.. وليس بأطياف فالطيف شفيف وجميل!
نعم.. تحت “العلبة المعمرة.. تلك” جلس تحت ظلالها..وأحس أنها بالفعل تحنو عليه وتحاوره بالصمت!
قالت له أشياء كثيرة وبالصمت قالت!
امتدت فروعها العتيقة على السوم وعلى الشاجبة وتخت ظلالها.. تناجيان.. غريب لغريب!
استغربا في أعماقها! كيف هرب الناس إلى المدن الصفيحية.. وتركوا العلبة وحيدة عند منتصف الظهيرة ولم يحسوا أبدا.. ظلالها وصمتها الرائع.. وهي واقفة تمد فروعها على السوم والشاجبة وجمال ظلالها.. وحنوها في منتصف الظهيرة.
ذهبوا هناك.. أو هناك لكنها هي ما زالت في مكانها ثابتة ثبات الأخضر.. تحنو على الزراعي..وتحنو عليه كعابر.. استظل بظلالها.. وتحاور بالصمت ولغة القلب والوجدان.
هامش:
سكن الريح.. ونظر إلى أغصانها الخضراء المشوكة وتبادلا النظر صامتين.. كأنهما يتبادلان النظرة.. أو يتأسيان معا.. يشاركهما الزراعي الأخضر في سكونه المؤقت بداية شهر آب.
هامش:
العلبة: شجرة السدر.. الصون.. مكان أخضر.. في موسم الزرع في القرية.