تحية شكر وتقدير للأخ الرئيس
قدرية الجفري

لأول مرة في تاريخ عالم الصحافة اليمنية يوجد هناك اهتمام بالغ بالإنسان الإعلامي الذي أفنى جل شبابه في محراب صاحبة الجلالة ولم ينظر إليه بعين الاعتبار اللهم أنه أداة متحركة مربوطة بيد الآخرين من خلال ريموت كنترول..!! ولكن مع وجود قيادة جديدة في الآونة الأخيرة في مبنى مؤسسة (الثورة) للصحافة والنشر ارتأت الاهتمام والاعتبار والتقدير لمؤسسي الكلمة المقروءة منذ إعلان قيام دولة الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م حيث كنت على رأس هؤلاء المؤسسين وخصوصا عند إصدار صحيفة (الوحدة) والتي كانت مكرسة لحرية الرأي والرأي الآخر لمدة طويلة وطلبا للفترة التي من أجلها أنشئت.
لقد كانت فترة صاخبة وحركية وسياسية زاخرة بمعنى الكلمة وقد تعرفنا من خلالها على جيل شخصيات سياسية معروفة ومضمورة من الذين كانوا يعملون تحت الأرض بسرية العمل الحزبي نظرا للمرحلة المرتبطة بهم.
فقد كان لإصدار لائحة تشكل عمل الأحزاب وصحفها الزخم الكبير على الساحة اليمنية التي ما انفكت حتى انخرط فيها كل محب ومعجب لها مما دفع بالمواطن الاهتمام والمتابعة لما تنشر أسبوعيا وكانت صحيفة الوحدة صاحبة الامتياز بذلك حيث كانت تباع فورا حال خروجها من المطبعة وخلال ساعات قلائل لأن الأغلبية السياسية تريد أن تعرف ماذا تحدث وكتب سواء رئيسها الحزبي أو التنظيمي والسير على نهجه.
لقد ظلينا على هذا المنوال فترة ليست بالقصيرة تراكمت خلالها مجموعة من الثقافة السياسية رصدت بها الساحة السياسية اليمنية من خلال منابرها الإعلامية.
ولقد كان هناك برنامج في القناة الفضائية اليمنية الوحيدة آنذاك في عالم التسعينيات يهتم بما تقوله بعض الصحف وقد كنا نحن أصحاب صحيفة الوحدة في مقدمة هذا البرنامج لما يكتب في قلب الصحيفة وكان اهتماما بالغ النظير بهذه الصحيفة الوليدة لعصر الوحدة المباركة الذي جمع لحمة شطري اليمن آنذاك.
وقد توالى على رئاستها جهابذة الصحفيين والمخضرمين كأمثال الأستاذ محمد ردمان الزرقة والذي كان في نفس الوقت رئيس تحرير صحيفة الثورة والأستاذ القدير أحمد الحبيشي الذي جاء من صحيفة 14 أكتوبر والأستاذ القدير نصر طه مصطفى الذي يشغل حاليا منصب مدير مكتب رئاسة الجمهورية ومن بعدها انحسر الخط الذي جاءت من أجله رهنا بالمرحلة المطلوبة وجيء بآخرين يمشون ويسيرون الصحيفة بالخط المعتدل وذلك حسب الوضع السياسي الجديد وأصبحت مجرد صحيفة عادية شبيهة بأخواتها في مسار حركة الإعلام الحالي.
لذا نتمنى لآن تعود الصحيفة ولو بشكل جزئي لما كانت عليه مع بعض الملاحظات الراهنة لاضفاء النور عليها وحتى تعود للتميز عن غيرها ولو بعودة عمود حرية الرأي والرأي الآخر حتى تشغل الرأي المحلي وتسحبه للعودة لقراءة الصحف التي تتابع اهتماماته ومشاغلة الحياتية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحسيسه وأشعاره بأن هناك من يستجيب بأمره كإنسان يمني وحتى نشد الاهتمام والمتابعة لصحف الحكومة التي لا يحب أحد أن يقرأها لأنها بعيدة عن همومه اليومية وإشباع رغباته لما يحب ويكره.
لذا لا أحب إطالة الحديث عن هذا الموضوع لأن له رجالاته وأقلامه التي تستطيع تقرير المصير.
لقد عشنا فترة المد والجزر في المؤسسة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى واستمرينا في مجالنا ولم نغيره حتى جاءت القيادة الجديدة بقيادة الشاب الأستاذ الكريم فيصل مكرم على رئاسة مؤسسة الثورة والذي قام بحصر المؤسسين من الإعلاميين في المؤسسة حيث قام أولا بتكريمنا في عيد العمال لمرحلة أولية تهميدية لأصحاب أقلام صاحبة الجلالة ثم قام بالمحاولة الثانية التي بذل فيها جهدا كبيرا في إقناع وزير الإعلام بإصدار قرارات جمهورية لعدد معين من النخبة الصحفية في المؤسسة من بعدها بدأت مرحلة المتابعة والإصرار على تنفيذ ذلك من وزارة الإعلام إلى رئاسة الوزراء إلى أن وصلت إلى المطاف الأخير إلى مكتب الأخ الرئيس المشير عبدربه منصور هادي الذي وافق على الاقتراحات بإصدار القرار الجمهوري رقم 32 لسنة 2014م بتعيين مستشارين بمؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر بدرجة وكلاء وزارة.
ولقد كان لموافقة الرئيس هادي على هذا الكم الهائل من أسماء الصحفيين صدى في قلوبنا وفي قلوب الإعلاميين فشكرا للأخ الرئيس على هذه اللفتة الجريئة بحقنا وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اعتزازه واهتمامه بالفرد الصحفي اليمني صاحب السلطة الرابعة فشكرا كثيرا من خالص قلبي ونيابة عن زملائي الآخرين.
ونأمل أن ترتقي المؤسسة نحو الأفضل بوجود قيادتها الجديدة وتكون دوما في المقدمة.