للمجلات الثقافية دورها الهام في تطور وإزدهار الحركة الثقافية وأبراز ما يحفل بهي الواقع الثقافي من ثراء متنوع.
لقاءات/ محمد القعود

كما تأتي أهميتها من كونها التعبير الحقيقي عن المشهد الثقافي وأحد الروافد الأساسية في تفعيله وخاصة تلك المجلات الثقافية الجادة التي تعي وتدرك رسالتها الثقافية.
ولذلك فإن حضورها وصدورها له أهمية وغيابها له انعكاسات سلبية على المشهد الثقافي.
عن أهمية المجلات الثقافية حضورها وغيابها كان لنا بعض اللقاءات السريعة مع بعض الأدباء في السطور التالية:
المجلات الثقافية.. غائبة عن المجتمع
• يقول الشاعر عمار النجار:
– أعتقد أن المجلات الثقافية: إن لم يكن لها دور في إثارة حراك فكري وإبداعي فإن أهميتها في الحد الأدنى أنها تؤرخ للمشهد الإبداعي في زمن معين وتلقي الضوء على الاشتغالات الإبداعية والنقدية للأجيال الثقافية.
وبالنسبة لغياب المجلات الثقافية الحقيقة أنها كانت غائبة عن المجتمع وحاضرة لدى النخبة إلى حد ما وكانت أشبه بالتوثيق وليست هادفة إلى نشر ثقافة داخل المجتمع وحين جاءت هجمة الشبكة الالكترونية أصبحت هناك وسائل أكثر وصولا للناس مع محتوى أقل قيمة وهذه المشكلة أن الإعلام الشعبوي يوصل ثقافة ركيكة بينما الوسائل النخبوية وإن كانت تحمل مضمونا نوعيا إلا أنها لا تصل إلى شرائح المجتمع المختلفة.
تأسيس وعي ثقافي
• أما الأديب عبدالرقيب الوصابي فله رأيه حيث يقول:
– الأهم من وجود المجلات والصحف الثقافية استمراريتها وذلك لأنها تعمل على تأسيس وعي ثقافي جمعي مختلف من خلال الإنتاج الواعي لخطاب تنويري وتثويري للوقوف في وجه التخلف وقوى الرجعية غير أن ما يؤلم في هذه البلاد أنه كلما لاحت بوادر تأسيس مجلة ثقافية نوعية يتنفس من خلالها الأدباء والكتاب ويسطرون أحلامهم وآمالهم عبر دفتيها سرعان ما تتوقف توهجاتها وتعثر خطاها تحت مبررات وأعذار واهية ترجع في مجملها إلى انعدام العمل الثقافي المؤسسي ليتضح بعد ذلك أنها كانت مجرد هم فردي أنبرى لتحقيقه مثقف طموح يسعى بجهوده الفردية إلى إحداث فعل ثقافي يعول عليه ولكن اليد الواحدة لا تصفق كمال يقال.
تمثيل مشهدنا الثقافي
• ويرى الشاعر زياد القحم أن غياب المجلات الثقافية له انعكاسات سلبية على الساحة الثقافية ويضيف قائلا:
– يمثل غياب المجلات الثقافية خللا كبيرا في فعالية وجدوى المشهد الثقافي اليمني حيث ارتبطت أهم الحركات الثقافية – محليا وعربيا – بوجود إعلام مصاحب وكان يتركز الاهتمام الإعلامي على المجلات الثقافية.
نحتاج اليوم إلى وجود مجلة ثقافية يمنية تمثل مشهدنا خارج اليمن ويجب أن نراعي فيها أن تكون في مستوى المجلات المماثلة في الدول المجاورة من جهة انتقاء المواد وجودة الطباعة وإصدار الملاحق من كتب دورية أو مواد صوتية في أقراص مضغوطة تلتزم المجلة بتوزيعها مع كل عدد وأنا على ثقة أن الحكومة تستطيع تبني مثل هذا المشروع مهما كانت ظروفها الاقتصادية غير مستقرة.
مجلات محدودة
• ويعتبر الشاعر أنور البخيتي أن المجلات الثقافية واجهة العمل الثقافي والناطق الرسمي باسمه ولذلك تعتبر الأهمية قصوى وغاية في النشر على المستوى العام داخليا وخارجيا.. ويسترتسل قائلا:
– من المؤسف حقا أن المجلات الثقافية في بلادنا محدودة العدد وتجدها بعدد أصابع اليد ومع ذلك تشهد انقطاعا لبعض المجلات بعد صدورها بفترة قصيرة وقد تكون الأسباب في ذلك هي قلة الإمكانيات المادية وعدم الاهتمام بها من قبل الجهات الرسمية والقطاع الخاص أيضا الذي لا يجد رواجا فيها لإعلاناته التجارية كونها محدودة الانتشار ولأنها تكون متخصصة في الجانب الثقافي فهي من المفترض تحمل رسالة ثقافية حيادية ولهذا يتم إقصاؤها والبعض من المجلات الثقافية تفقد الحيادية وتصبح ملحقا لبعض الأحزاب السياسية وهذا محمود في بعض الأوقات وفي بعض الأوقات تصبح بوقا وهذا ما يعيبها وهي للأسف المتواجدة في الوقت الراهن.
– اما المجلات الثقافية الصادرة عن المؤسسات الرسمية فهي شبه معدومة إن لم تكن معدومة أصلا.
غياب الثقافة
• وللأديب صادق الهبوب تجربة ثرية في مجلة «الثقافة» التي تصدرها وزارة الثقافة ولكنها متوقفه منذ فترة طويلة حيث يبدي تبرمه من هذا التوقف بقوله:
– غياب وزارة الثقافة عن (الثقافة) أي أنها مؤسسة بلا مشروع لذا كان طبيعيا أن تغيب الأنشطة الثقافية ويكون الموروث الثقافي عرضة للإندثار والنسيان.
وكأن هناك وبقصد تجاهل العمل الثقافي وحمايته من السطو والإهمال.
إن الحديث عن مجلة الثقافة في ظل القيادة الحالية لا يجدي.
ماذا تنتظر من وزارة لا توفر أبسط الإمكانات لإصدار مجلة يتيمة!¿
فالصراع الحزبي والتقاسم كان له الفضل في تدهور المجلة من حيث عدم وجود مكتب بما فيه من أجهزة وقرطاسية.. وكذا انعدام الوفاء بحقوق الكتاب الفكرية والطباعي