علام نشهد ¿!

عبد الحليم سيف

 - ما من قضية  لعب فيها الإعلام دورا سلبيا في إذكاء الصراع وإثارة الأحقاد والكراهية  كالدور الذي يقوم به الإعلام وما من طرف سياسي يستغل وسائل الدعاية والتوجيه والتحريض في

ما من قضية لعب فيها الإعلام دورا سلبيا في إذكاء الصراع وإثارة الأحقاد والكراهية كالدور الذي يقوم به الإعلام وما من طرف سياسي يستغل وسائل الدعاية والتوجيه والتحريض في خلافه مع خصومه بهدف الوصول إلى غايته غير الوطنية مثل قيادات متناحرة تعمل بكل ما لديها من أموال وأسلحة وحيل لأجل استملاك اليمن والسيطرة على مستقبله واغتصاب إرادة شعبه حتى وهي تدعي أنها تعبر عن مصلحته ووحدته وقد جعلته حطبا لحروبها الدموية .
وكل ما يحدث الآن على الساحة السياسية من صدامات سببه أطماع أصحاب “المشاريع الصغيرة ” بحسب وصف الأخ الدكتور ياسين سعيد نعمان فما يزال هؤلاء يخوضون حروبهم النفسية القذرة ضد الشعب اليمني من خلال ما توفر لهم من أموال طائلة منهوبة و”مدنسة” وما امتلكوه من ترسانة إعلامية متوحشة حولوا قنواتهم الفضائية ومواقعهم الإخبارية وعناوين صحافتهم الورقية إلى منصات مفتوحة ومتهورة لقصف عقول البشر بقنابل التضليل والكذب والشائعات والتجريح والسباب إلى اتهام الآخر –بدون دليل- بالتخوين والعمالة والتكفير والتهديد بالقتل .
على أن أكثر ما يستلفت نظر المراقب للمشهد الماثل تزايد الحملات الإعلامية والسياسية عقب اختتام مؤتمر الحوار الوطني وتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم في إطار دولة يمنية اتحادية حيث اتسع سعيرها بعيد صدور قرار مجلس الأمن الدولي 2140 الذي يتضمن من بين إجراءات متعددة فرض عقوبات على معرقلي العملية السياسية فبعض أطراف المعادلة السياسية في اليمن وهي المدعوة أساسا إلى احترام ما تعهدت به للمجتمع الدولي قبل الشعب اليمني حيال التزامها بتنفيذ وثيقة ضمانات مخرجات الحوار عمدت لتصعيد العنف اللفظي والمادي بحيث انتقلت من الفضائيات وساحات وشوارع المدن إلى محافظات صعدة الجوف ومحيط عمران وصنعاء (¿!).
وما يثير الغرابة ما نسمعه ونشاهده من تحريض واضح وصريح من بعض الرموز السياسية ووسائلها الدعائية ضد إخوة في الوطن والمصير المشترك وتصوير ما جري من اقتتال على انه طائفي وهذا غير صحيح على الإطلاق بيد أن الترويج لهذا الخطاب المزيف للحقيقة والواقع يبعث على القلق من المستقبل ويهدد بشق الصف الوطني ويشعل المزيد من الحرائق في رأس وصدر ووسط وأطراف اليمن المنهك والمثقل بأوجاع الأزمات المتتالية منذ عقدين والمتفاقمة خلال السنوات الثلاث المنصرمة ..وكل هذه النوازل تكفي لجعل المواطن يعيش خائفا من اللحظة القادمة وما قد تحمله له من فواجع جديدة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى .
ووسط هذا التهافت المنفر لنشر رعب يخلو من الرصانة ومن الإحساس بالوطنية والمسؤولية ناهيك عن انه يتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية كفيل بأن يخلق لدى الناس شعورا من عدم اليقين يعمقه أكثر من سبب آخر مثل اختفاء النقاش الجاد وانعدام المنطق وتعطيل التفكير ..لا بل ووسط غياب الحقيقة الكاشفة والقاطعة عما يحيط بكافة الجرائم المتتالية التي ضربت – ولم تزل- تضرب الوطن بمن فيه لتضاعف من أعداد القتلى والجرحى والمشردين والمختطفين على نحو غير مسبوق في تاريخ اليمن (!).
وإلى أولئك الذين يتحدثون عن المصلحة العليا للوطن أن يجعلوا من إعلامهم عنصر توحيد للمجتمع اليمني عبر تقديم خطاب متوازن وموضوعي وايجابي يحترم عقل الإنسان يتجاوز حدود الفرد والعائلة والعشيرة والقبيلة والفئة والطبقة والمذهب والحافة والحارة والقرية والمنطقة والمديرية والمدينة والمحافظة إلى حدود وفضاء اليمن الكبير الذي لا مجال فيه لأن يقتل الأخ أخاه والجيش وطنه والحاكم شعبه فقدرنا جميعا أن نعيش تحت سماء وطن ليس لنا غيره اسمه اليمن الديمقراطي الموحد الذي لا يقبل القسمة على اثنين .. ويا أيها السادة عودوا لجادة الصواب والعقل قبل وقوع الفأس على الرأس !!

قد يعجبك ايضا