رسالة الى الديزل

أحمد غراب

 - الأخ العزيز برميل ديزل !
تحية مكررة برائحة المازوت من مصفاة فؤادي. 
وين انت ¿ وايش اخبارك ¿ سلامات

الأخ العزيز برميل ديزل !
تحية مكررة برائحة المازوت من مصفاة فؤادي.
وين انت ¿ وايش اخبارك ¿ سلامات فين الغيبة ¿
انت ما بتجيش ليه ¿ مش تبقى تيجي ¿
ليش مقطوع عنا هذه الفترة كلها ¿!
ما زدنا شفناك ولاشممنا رائحتك ولاعرفنا لك طريق
لايخفاك يا اخ ديزل ان الزرع اوشك يذبل
وصار لسان حال الارض اليمنية :
قولوا لذي قد تلم زرعه وصابح نبات
ان بيجي يتلمه والا فهو للمات.
وانتم سيد العارفين اننا شعب ديزل يومه عيده وعقولنا ديزل وحكوماتنا ديزل: خطوة للأمام ومائة إلى الوراء وزراعتنا ديزل: نزرع خمسة بالمائة من القمح ونستورد خمسة وتسعين بالمائة.
وكما يقول الفقيد الراحل برميل ابن ديزل :
تديزل فليس المرء يولد ديزلا
وليس أخا غاز كمن هو ديزل!
ومما زاد في غيابك ان الاخت محطة غازية داخلة خارجة
ماقرت ولا استقرت وان المتر الغاز من ثرواتنا بيع بيعة سارق بثمن بخس دولارات معدودة.
ولعلك تعلم اننا انتقلنا من عصر الديزلة الى الفدرلة والاقلمة والهيكلة وولى زمن الديزلة الذي كنا نصرف فيه ربع ميزانية الدولة في شراء الديزل للكهرباء!
لكن الخسارة مازالت هي الخسارة وربما تضاعفت في ظل استهداف مشاريعنا الغازية واستمرار الانقطاعات الكهربائية وصرف المليارات على الكهرباء بعد كل دخلة وخرجة للمحطة.
طالما سمعنا في السنوات الماضية عن لانشات التهريب التي كان يتم تحميلك على ظهرها وتهريبك الى القرن الافريقي
فهل السبب في غيابك اليوم التهريب ام التقطع ام ان السوق حظي عندك واصبحت عملة نادرة للفلاح المسكين ولم يعد يستطيع الوصول اليك إلا من يملك واسطة قوية.
نعلم يا اخ ديزل ان هناك ثلة من المستفيدين من ازمة انقطاعك طوال هذه الفترة وفي المقابل هناك عشرات الآلاف من المزارعين متضررون من انقطاعك.
نحن في وقت اليمن فيه احوج ما نكون الى تشجيع المزارعين على الزراعة والعودة الى الحقول ولكن انقطاعك جعل هؤلاء المزارعين مع معاولهم في دوري المظاليم
وسيؤدي بلاشك الى الانصراف عن الزراعة
وموت المحاصيل والعياذ بالله.
واذا كانت الدول تشجع مزارعيها بشراء المحاصيل الزراعية منهم فإن اقل ما يمكن ان تفعله الدولة في اليمن هو توفير الديزل للمزارعين.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين .

قد يعجبك ايضا