الاقتصادي والسياسي في واقع الثورة
باسم الشعبي
b.shabi10@gmail.com
-قامت ثورة الشباب في اليمن على قاعدة قضايا اجتماعية واقتصادية عديدة كانت بمثابة الحامل الحقيقي للثورة أي كانت بمثابة المحفز الرئيسي لاندلاع الثورة الشعبية وكان يتوقع أن يبدأ النظام السياسي الذي أنتجته الثورة بحلحلة هذه القضايا من خلال إيجاد حلول لها لكن ما حدث أن النظام السياسي أخذ يتعايش مع هذه القضايا على امتداد اليمن ومن الجنوب حيث الحراك إلى صعدة حيث الحوثيين فضلا عن القضية الأمنية حيث يقتل ويغتال الناس من رجال الأمن والجيش وغيرهم بصورة شبه يومية والفاعل مجهول في نهاية المطاف!
وللأسف الشديد توقفت الثورة عند العملية السياسية أو التسوية السياسية وكأنها أي التسوية السياسية سوف تحل كل مشاكل اليمن الاقتصادية والأمنية والاجتماعية وما حدث أن التسوية كانت وبالا ومعيقا لأهداف ثورة فتية بل وتحولت إلى مشكلة بسبب سوء أو فشل إدارتها.
الحوار الوطني هو الآخر يندرج ضمن العملية السياسية وهو عالج مشكلة اليمن في صورتها السياسية من خلال تحديد شكل الدولة وبالتالي تكون القيادة السياسية تعاملت مع القضية الجنوبية في شقها السياسي ومع ما يرفع من شعارات وخطابات رنانة ومرتفعة في الجنوب لا مع الأسباب التي أنتجت هذه الخطابات وهي في طبيعة الواقع اجتماعية واقتصادية فذهبت إلى تحديد شكل الدولة وتقسيمها لأقاليم بناء على الخطاب السياسي للحراك المرتفع في محاولة للتخفيف من حدته وأحداث اختراق في داخله دون النظر لواقع اليمن الاجتماعي والاقتصادي المعقد والذي أنتج أساسا كل المشكلات وكان محفزا رئيسيا لاندلاع الحراك وثورة الشباب..فهل ستحل الفيدرالية التي يصورها النظام السياسي باعتبارها عصا سحرية المشكلة الاقتصادية والأمنية الاجتماعية¿ طبعا لا.فإذا لم تقم السلطة بحل العشرين النقطة مثلا فلن يتغير شيء في الجنوب وعدم حل العشرين النقطة حتى الآن مع الذهاب صوب الفيدرالية هو هروب القوى السياسية الممسكة بالبلاد من حل قضايا الناس التي سوف تساعد كثيرا في تحديد صورة البلد إلى إيجاد صيغة سياسية فيدرالية تلبي تطلعات القوى السياسية المذكورة وتموضعها القادم في الخارطة السياسية دون أدنى اعتبار للوضع الاجتماعي والاقتصادي والأمني للمواطن.
لست ضد الفيدرالية لكنها بالضرورة ليست عصا سحرية لحل مشاكل البلاد كما يصورها النظام وبعض القوى السياسية تلك المشاكل التي تحتاج قرار سياسي شجاع وقدرة على التنفيذ.
فأي ثورة لا تحدث تحولا اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا في حياة الناس ليست ثورة.الأمر الذي يدفعني بعد مرور ثلاثة أعوام على الثورة وعامين على الحكومة والرئيس إلى دعوة الشباب لمراجعة ما الذي حققته ثورتهم حتى الآن في واقع الناس وما الذي يمكن تحقيقه في المستقبل ومناقشة أيهما اسبق الاقتصادي والاجتماعي أم السياسي وهل فعلا هناك نتائج ايجابية تتحقق تصب في مصلحة أهداف الثورة أم اللعب على الأزمات ومشاكل البلاد لتحقيق مكاسب سياسية ذاتية وأنانية.