عاجل.. ومستعجل

حسين العواضي

? يقولون في ـ السويد ـ أن اليمني كائن مستعجل جبل على العجلة لا ود.. ولا رفقة.. بينه وبين التريث والهدوء وفي ـ الدنمارك ـ يعيبون عليه أنه يحب في الفيس بوك لكنه يتزوج الفتاة التي تختارها له والدته.
? مستعجل في كل شيء.. في ميلاده.. وحياته.. وفي زواجه.. وخلفته.. خفيف سريع يسابق الثواني فلا يفوز.. ولا يخسر.
? الاسكندنافيون يحسدوننا فينعتوننا بما سبق وهم باردون ثقيلون يشربون الشاي في ثلاث ساعات.. بينما نشربه في ثوان.. ونذهب في حال سبيلنا.
? والذين بنوا الاهرامات.. والحدائق المعلقة.. ومعابد قرطاج.. وتاج محل.. وسواها كانوا رايقين على الآخر أمضوا عشرات السنين يبنون.. ويهدمون.. حتى قدموا للعالم ما أبهره.. وخطف اعجابه.
? لم نقل أننا لم نبن شيئا.. غير أننا شيدنا السدود حتى لا نحفر بحثا عن الماء.. وبنينا المدرجات الزراعية لقربها من السكن وتركنا الهضاب.. والصحاري والسواحل قاحلة للزواحف.. والغربان.
? المذكور أعلاه مستعجل في حبه وفي كراهيته في صحبته وفي خصومته يستعجل في أكله ومشيته وحين يتعثر يلعن ابليس ويكتشف ان العجلة من الشيطان.
? كائن سياسي لا يسترخي ولا يتثاءب مستعجل في ثورته وصرخته وحراكه متسرع في اختيار حزبه وعجول في تركه والبحث عن حزب آخر.
? ومثله قادته وزعماؤه مستعجلون في قراراتهم متسرعون في تصريحاتهم مرة جمال بنعمر نصيرا للحقوق والحريات ومرة اخرى فليذهب جمال بنعمر إلى مزبلة التاريخ.
? وقنوات الفضاء اليمني مستعجلة مثل اهلها كل خبر عندها عاجل جدا وبالخط الاحمر “عاجل حان موعد صلاة المغرب لمدينة صنعاء وضواحيها” و”عاجل درجات الحرارة ليومنا هذا عشرة جنب الصفر”.
? المذيع مستعجل .. والمحلل أعجل.. المخرب على نار البائع معاجل.. والمشتري عجول.. وحدها الدولة بطيئة.. ثقيلة.. متثائبة… وفي هذا نعمة وبنتها ايضا.
? هنا يحدث التوازن المحمود الذي يحفظ للأمة كيانها.. ومكانتها وحين يختل نغادر قائمة الدول الأقل نموا.. ونخلع عضوية منظمة التجارة العالمية.
? أصبحت حياتنا مكبلة بعاجل جدا – حتى أن الخبر الذي لا يسبقه هذا التنبيه يصير “بايت” وعقيما ولا يستحق المتابعة.
? قبل أيام تلقيت دعوة زفاف عنونها أصحابها بعاجل جدا.. أكدت مصادرنا أنه سيتم زفاف الشابين النبيهين عصر الخميس.. أفراح دائمة إن شاء الله.
? ترى ما السر في أن اليمني عجول.. ملول… هل هذه ميزة أو شتيمة ما أعرفه أنه حتى بيننا البعض مستعجل أكثر من الآخر.. حتى وكلنا عيال تسعة كما تؤكد حملة المحامي الفطين.
? نحتاج مشورة علمية محايدة من علماء الكيمياء ما الذي يجعل جينات اليمني حارة متطايرة.. وحمضه النووي خفيفا.. نظيفا لا يستقر في مكان.. ولا ينحني لتقلبات الدهر والزمان .
? هل قلت أن اليمني مستعجل في كل شيء.. أعتذر عن هذا التسرع.. والعجلة إن بنشرت فيها الندامة وإن ثقبت عليها الملامة.
? اليمني بطيء في ملاعب كرة القدم, ولذلك يحتل منتخب بلاده أسوأ مركز على الإطلاق في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم.
? والقضاء اليمني بطيء.. والانترنت اليمني أبطأ من السلحفاة.. ولجان التحقيق التي شكلت في القرن الحالي.. والقرون التي سبقت بطيئة أيضا.
? والشيخ الزنداني بطيء جدا.. هرم العالم في انتظار أدويته الموعودة للأمراض المستعصية.
? وبعد فإن الله فطر الإنسان على العجلة.. وحذره منها.. وتذكروا.. يا حضرات المستعجلين أن في التأني السلامة.. وفي العجلة الندامة ولا تسرع ياجمال بنعمر نحن في انتظارك.