مشهد عادي

محمد المساح


 - يحدث وكما هي العادة دائما أن تتلامس سيارتان في الرصدة وتكون النتيجة إصابة إحداهما.. كدمات وانبعاجات ورضوض.. أو تصاب الاثنتان معا.. في هذا المشهد قلاب كبير عاد إلى

يحدث وكما هي العادة دائما أن تتلامس سيارتان في الرصدة وتكون النتيجة إصابة إحداهما.. كدمات وانبعاجات ورضوض.. أو تصاب الاثنتان معا.. في هذا المشهد قلاب كبير عاد إلى الخلف لأن سيارة واقفة كانت أمامه.. فلم يقدر على ما يبدو ليكمل اللفة وفي نفس اللحظة وسيارة مرسيدس يبدو صاحبها مستعجلا تحاول تجاوز القلاب فحدث.. والقلاب يعود إلى الخلف أن ضرب جانب المرسيدس انبعج البابان مباشرة.. والمشهد لا زال: توقف القلاب.. كما توقفت السيارة المصدومة خلفه.. نزل الإثنان.. والركاب المصاحبون وكما العادة ينظرون ونظروا مباشرة إلى الأضرار الناتجة بعدها يبدأ أو بدأت بالأحرى وتيرة الصياح والهدير..
في هذا الوقت تكون أرتال السيارات في الخلف تعزف سيمفونية الهون والبيب والنفير ويبدأ الطابور المحتشد من السيارات العديدة الأشكال والمتنوعة يتزايد ويطول البعض منها يلف ليصعد الحاجز الفاصل بين الذاهب والآتي إذا كان صالون أو تويوتا مفتوح والبقية تظل وقد اعتراها الضيق والكربة تظل تعزف سيمفونية الضجيج ويصادف أحيانا أن تكون في المشهد.. إحدى السيارات.. في طابور عرس يضرب أصحابها الطاسة والمرفع.. والبعض يخرج من خانة الشرائط فيركب الشريط في المسجلة ويبدأ كرنفال الأصوات والأغاني.. في هذا الوقت وقد خلا الشارع تماما في مواجهة الصادمين والمصدومين وهم يحللون ويستعرضون ويعلو الصياح والهدير..
وكأن لا سيارات ولا بشر خلفهم أو أمامهم وعلى الجانب الآخر تعبر السيارات ضاحكة ومسرعة وهي تشاهد الطابور المصطف من بداية الجولة حتى منتصف الشارع.

قد يعجبك ايضا