تنفيذ مخرجات الحوار مسئولية الجميع
خالد يحيى السوسوة
لقد أثبت الشعب اليمني أنه شعب حضاري حيث اختار التخاطب والتوافق بل حقق مصداقا سلوكيا لما وصف به من إيمان وحكمة فكان المتحاورون نموذجا لمن يعشق الأمن والاستقرار والعيش المشترك في ربوع اليمن السعيد وتقديم مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيق سوأ الحزبية أو المنطقية على هذا اجتمعوا فتقاربوا وتحاوروا وهذا ما لمسناه منهم أثناء متابعتنا لجلسات التحاور وهذا دأب اليمنيين عندما تتاح لهم فرص الجلوس على طاولة واحدة دون أن يشاركهم الغير أو يملي عليهم. وإن كان هناك من يريد تعكير الأجواء بالاغتيالات فهو واهم فقد حل الوعي محل الغباء والتسامح محل الاحقاد وقد أوصل أعضاء مؤتمر الحوار رسالة قوية مفادها لن تخيفنا الاغتيالات ولن تدخل الفرقة أو الأحقاد بيننا وسنمضي في مسيرة الإخاء والتسامح التي تعلمناها من شهداء الحوار كالدكتور والفقيه القانوني أحمد شرف الدين والدكتور عبدالكريم جدبان والقاضي عبدالجليل نعمان والأستاذة الفقيدة رمزية الإرياني وسنكمل المشوار على نفس الصعيد وقد كانت مشاعرهم معبرة عن ذلك عندما سمعوا بحادثة اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين حيث أجمعوا أن هذا العمل المشين لم يستهدف شخص الدكتور فحسب وإنما استهدف العقل اليمني المفكر بكل ما تعنيه الكلمه من معنى.
والحقيقة أن المرأه اليمنية سجلت موقفا مسئولا ومشرفا تميزت به ودلت على أن لها نصيبا وافرا من القدرة على تحمل المسئولية بروح عالية مذكرة بذلك أنها حفيدة الملكة بلقيس التي حكمت قومها آنذاك وضربت أروع الأمثلة في التشاور وإشراك من حولها في الأمور المصيرية لشعبها وكذلك الملكة أروى التي فافت أقرانها في الحكم والسياسة في عصرها.
وعودة للموضوع قول تنفيذ مخرجات الحوار مسئولية كل اليمنيين دون استثناء ولكن يجب أن يكون الدور الفاعل للإخوة ولأخوات أعضاء مؤتمر الحوار وذلك من خلال توعية جمهور مكوناتهم سواء شبابية أو حزبية أو منظمات جماهيرية فكل يقوم بدوره في توعية من أوصلوه الى طاولة الحوار بأهمية التعاون مع من أنيط بهم أو سيناط بهم تنفيذ مخرجات الحوار ومتابعة أعمالهم والوقوف صفا واحدا في وجه من يريد التلاعب أو المماطلة أو التباطؤ في التنفيذ من أي جهة كان ويكون ذلك بوعي وحكمة ووفقا للمتفق عليه قانونا فالشعب على أتم الاستعداد لدعم تنفيذ مخرجات الحوار كما كان داعما لإنجاز أعمال مؤتمر الحوار. فالشعب بحاجة إلى تثقيفه وإلى توعيته وإلى تعريفه بمن يعمل لمصلحة اليمن من خلال مواقف سلوكية مجسدة على أرض الواقع فهذه أمانة تقع على أعناقكم أنتم وكل الصادقين خاصة أصحاب الأقلام الشريفة والنزيهة الوطنية الحرة.
كما أن على الرئيس اختيار اللجان المعنية بتطبيق مخرجات الحوار وفقا للكفاءة والتخصص والخبرة العالية والنزاهة وخاصة من عرفوا بتقديم المصلحة العامة للوطن على كل المصالح.
أملنا كبير أن نرى المخرجات المتفق والمتوافق عليها على أرض الواقع في المكاتب ودواوين الوزارات محل تنفيذ يلمسه المواطن لرفع معاناته في شتى المجالات خاصة الاقتصادية والأمنية بالإضافة إلى الحرية والمساوة وتكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروة والسلطة والدولة المدنية المنشودة.