أنا من حزب جدتي
أحمد غراب
من قدرة الله على مجتمعنا السياسي انه أصبح يعمل بالإشارات “الكهروطنفسية” وإن شئت قل ” ذبذبات البعسسة ” يعني إذا عطست وقلت: الحمد لله ورد عليك أحد الواقفين أو الراكبين فوق الباص فهذا الـ”تشميت” قد يكون تشميتا إصلاحيا أو مؤتمريا أو حوثيا أو ليبراليا أو سلفيا وتكتشف لاحقا أن هناك عöلما سياسيا حديثا اسمه عöلم العطسات! كيف تصنف المواطن اليمني من خلال عطسته¿
إذا قال هاتشوووو فهذا من دعاة الامبريالية أما إذا قال هااااتشي فهذا من عيال الراديكالية وأرجوك يا عزيزي القارئ لا تسألني ماذا يعني امبريالية أو راديكالية أو حتى برجماتية فأنا مثل هذا الشعب لا املك الوقت الكافي للسؤال عن معناها وليس لي نفس اسأل عنها.
باختصار أنا من حزب جدتي أطال الله في عمرها حزب العصيد الحمراء والزوم المتفرع من حزب قهوة الذرة المجاور لحزب الكبانة واللبن أحب السوسي بالعسل والسمن البلدي أكثر من السياسة وليس معنى هذا أنني حق بطني كلا وحاشى فأنا لا املك سوى عقلي وقلمي وأصحاب البطون هم أولئك الغارقون والمستغرقون في شغل الشعب بحزاوي صراعاتهم وهواجس تصنيفاتهم ومن روائح الاختلاف وتصفية الحسابات والتي تشبه إلى حد بعيد تلك الرائحة المنبعثة عن علب وقراطيس ” الشمة والبردقان”.
يحكى أن أعمى لم يبصر من الدنيا إلا “رأس الديك ” فكان كلما خاضوا في شيء أو وصفوا له شي يقول: “أيش هو من رأس الديك¿”.
يحدثوه عن التغيير فيقول أيش هو من رأس الديك¿
عن الأقاليم فيقول أيش هي من رأس الديك¿
عن يمن جديد فيقول أيش هو من رأس الديك¿
أما وقد كثرت الديوك وفسد الليل فالوطن يذهب فداءا لرأس الديك ويصبح شعار كل ديك على انفراد شلوا بصوتي وإلا اخرجوا من بيتي وكل ديك على مزبلته صياح أن أعطي قنع وان منع أبترع وفتن وولع.
مع الأسف التشتت وانقسام الناس أصبح واقعا في ظل حمى الجدل المتصاعدة وما افلح قوم أكثروا الجدل فالجدل عقيم لا يورث سوى البلادة والبلد مش ناقص بلاده.
أذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين