متى يخضر ربيعنا ¿¿
عبد الرحمن بجاش
لم تذهب حياة الشاب بو عزيزي في سيدي بو زيد سدى , والنار التي اشتعلت في جسده تحولت شعلة تنير الطريق لمن خرج والى الشارع رافعين شعار المطالبة بسقوط النظام , والشعب يريد التغيير , ولم تذهب صرخة …( هرمنا ..هرمنا …من اجل هذه اللحظة التاريخية), لم يصرخ احمد الحفناوي عبثا , فقد دوت صرخته المقهورة في أعماق الإنسان على طول وعرض المساحة من محيطها إلى خليجها , ليخضر ربيع تونس , وتنضج ثمرة الثورة بتحقيق أهم أهدافها , ولا يزال المخاض يتولد في بقية بلدان الربيع العربي صيفا ستخضر أوراقه مهما طال الوقت , بشرط أن يدرك من يقود إلى أين يقود !!, ربيع تونس أتى بفضل وعي مكونات المشهد التونسي وضمانة القوة المدنية الأكبر (اتحاد الشغل) معبرا عن رغبة الناس, وحيادية الجيش وإدراك النهضة بقراءة الواقع والتبصر لما تحتاجه تونس ويناسب خصوصية القرب من الشاطىء الآخر للمتوسط , وتميزها عن حركات اسلامية في الشرق تسيد النص بتفسير تعسفي لا يتناسب والزمن ولا الواقع !!. الإدراك أتى بالثمرة الأولى ناضجة وانظر الى الدستور الضامن الأكبر للسير نحو المستقبل كعقد اجتماعي جديد بين الناس بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم وبينهم وبين النظام القادم عبر صناديق الاقتراع الحقيقية الآتية من رحم الدستور والقانون !! , — تونس دولة حرة , مستقلة , ذات سيادة , الإسلام دينها , والعربية لغتها , والجمهورية نظامها , فصل أول (لا يجوز تعديله) . – تونس دولة مدنية , تقوم على المواطنة , وإرادة الشعب , وعلوية القانون . فصل ثاني ( لا يجوز تعديله ) الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات , يمارسها بواسطة ممثليه المنتخبين أو عبر الاستفتاء . – الدولة راعية للدين , كافلة لحرية المعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينية , ضامنة لحياد المساجد ودور العبادة عن التوظيف الحزبي . – تلتزم الدولة بنشر قيم الاعتدال والتسامح وبحماية المقدسات ومنع النيل منها , كما تلتزم بمنع دعوات التكفير , والتحريض على الكراهية والعنف وبالتصدي لها . وحرصت على ايراد الفصل السابع لأهمية قصوى قد لا يدرك مغزاها البعض – الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع , وعلى الدولة حمايتها . تكون تونس بالدستور قد وضعت أقدامها على طريق المستقبل . ونحن يحل 11 فبراير ولا يزال الطريق طويلا نريده ان ينتهي الى الصيف الذي خرج من اجله الشباب في مثل هذا اليوم رافعين شعار التغيير ثورة لم تستكمل اهدافها , نريد لها نهاية طبيعية دوله اتحادية يستظل اليمنيون فيها بظل الدستور يقفون على ارضية صلبه هي ضمانة الدستور مواطنة متساوية ليس فيها زيدي ولا شافعي ولا سني ولا شيعي ولا صاحب مطلع وصاحب منزل , بل مواطنين أمام القانون يمنيون اولا واخيرا , لكل حريته الشخصية التي لا تتجاوز القانون , في دولة نريد اقاليمها آتية من معايير موضوعية وعلميه تأخذ الجغرافيا في بالها والتاريخ لا تقسم الناس على اساس طائفي أو مناطقي , بل على أساس أن الكل مواطنون يخضعون للقانون زيودهم وشوافعهم تتداخل مناطقهم انعكاسا ليمن جديد لا يتميز فيه أحد لمجرد الادعاء بالتميز , تمتزج البلاد كلها بعيدة عن الانتماء المذهبي , تعلي شعار الدستور والقانون والمواطنة المتساوية لا يعلو فيها رأس هذا على رأس ذاك , ولا ينزوي احد في اقليمه لانتمائه الطائفي بل هي خصوصية حتمتها الحاجة لمزيد من التطوير والتنمية , لا فضل لأحد فيها على أحد الا بما يقدمه للوطن اليمني كله من خلال اقليمه في البيت الواحد حكومة اتحادية قوية تنضوي فيها الاقاليم تحت إرادتها الجمعية للشعب اليمني , ما يحتم على الشباب تجميع الرؤى في حزب ضامن للمستقبل يسيد المواطنه على كل شيء يكون حاملا سياسيا لمشروع وطني يقود البلاد نحو الصيف الأخضر ……