فراس شمسان !!!
عبد الرحمن بجاش
في العام 2011 وقبل أن يسرق الفعل الشبابي نهائيا , كانت ينابيع الشباب قد تفجرت إبداعا في كل مناحي الفنون , وخذ منتدى التبادل المعرفي نموذجا ,فطوال العام سجلت عيني ولمست بيدي صورا فوتوغرافيه للجبري , ألحانا تعزفها كارمن, لوحات ترسمها أنامل شبان فنانين , أغاني يؤلفها شباب – ضاعوا في الزحمة الآن – ويؤدونها في الساحات ويعيدون إنشادها في المنتدى , رقص معبر , وقصص تروى وحكايات , ومحاضرات , ونبيل قاسم يشدو بإبداعات من كل شاكلة ولون , ورسمات شهاب المقرمي تتوزع على الجدران , كان هناك سبأ انعم يسهل للشباب في المنتدى يتعارفون, يبدعون, يبشرون بالآتي الأفضل , كان هناك أيضا هذا الشاب فراس شمسان يظهر ليساهم , يغيب ليظهر في الفيسبوك يناقش , يفكر , يعرض صورته , يفكر أفكارا شبابية كانت تحكي الغد المأمول ربيعا عمل من عمل على أن يحوله إلى شتاء قارس البرودة تحت ادعاء الحماية وهي الوصاية التي أدت بالنهايات أن تعود إدراجها إلى بداية تنغص المقدرة على الفعل مرة أخرى , كون الفعل يأتي هبة لا تستطيع تفسيرها , ولا تتكرر يوميا كأن تعيد بيع البصل في كل سوق !! , منتدى التبادل المعرفي كان انعكاسا للحظة بكل عنفوانها والقهاوحلما بالانعتاق ,انعكس عليه كل ما ينعكس على المرآة من الواقع سواء في اللحظة الأولى أو التالية , ولقد استبشرنا بذلك المنتدى الذي عكس روح شباب ظل لزمن يبحث عن إجابات الأسئلة بدون جدوى , حتى وجدها مع أول شعار يرفع مناديا بالتغيير , كانت اللحظة مفعمة بالحماس وروح وثابة تفجرت من صدور الشباب سرقت لحظة النزول ككل فعل بريء يسرق !! كان هذا الشاب فراس أيضا هناك يشاهد أفول المنتدى بانتقاله إلى مقر آخر , ومثلما تداخلت الألوان في الساحات من الكاكي إلى كل أنواع الماكياج الكاذبة, تداخلت الصورة ببعضها في المنتدى ليتحول كل الحلم والتوثب وإرادة الانعتاق إلى مجرد بوفيه يتداحش فيه الشباب كما تداحشوا في الساحات بفعل النزول أو الهبوط لا فرق !!, ليتشابك المشهد ويتعقد وتتحول الساحات إلى مجرد خيم فئوية جهوية عكست يمن اللحظة التي أضاعت المنتدى والساحة ويضيع أصحاب الفعل ليحل محلهم وجوه معتقه , فراس غاب , ليظهر , ليغيب , لم يفقد الأمل برغم سرقته ,لم يفقد الإيمان برغم تعدد أدعياء الإيمان بشعب يعرف في المقايل خاصة الخاصة بـ ( شعب غاغه ) , اليوم أفاجأ بان الشاب فراس شمسان صاحب الأمل والحلم المغادرين معتقل في مصر التي نأمل , مصر التي نحب , مصر التي لا نتاثر لما يحدث في أي بلد عربي كما نتأثر بما يحدث فيها , مصر التي نريد أن تخرج لنخرج معها , لا تغادرنا ولا نحب غيرها , لا نريد لمصر أن ترتبط باعتقال شاب قد يكون عبر عن رأي هو من حقه وإلا لن تكون مصر مصرا , فراس يستغرب د . مصلح عباسه لأن لا أحد تجاوب معه من الـ 2000 صديق في الفيسبوك لحالته سوى 46 صديقا , لا تستغرب يا صديقي نحن لا نستجيب سوى للتنابز بالألقاب, أو المذاهب, أو الأصول , ولا نتاثر لأن شابا بريئا عبر عن رأي مهما كان لنا رأينا فيه بما حدث له , الآن إذا كان لما أقول اثر ويصل إلى المستشارين والى الخارجية أقول: هناك مواطن معتقل في مصر , ابسط البديهيات أن تتنبه إلى وضعه السفارة هذا إذا لم تكن مشغولة , وهنا أتوجه إلى سعادة سفير مصر في صنعاء أن يقول شيئا , ويا فراس فك الله أسرك ……