كلمة لوجه الله (الحلقة 3)

غيلان الشرجبي


 - لو قيل لنا قبل عشر سنين : إن مايحدث اليوم سيحدث لقلنا : إنها تخرسات شيطانية فإذا بها حقيقة  تذكرني بالحديث النبوي الشريف "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " فنحن مازلنا نعيش عيشة أقرب إلى المقولة الشعرية:
غيلان الشرجبي –

لو قيل لنا قبل عشر سنين : إن مايحدث اليوم سيحدث لقلنا : إنها تخرسات شيطانية فإذا بها حقيقة تذكرني بالحديث النبوي الشريف “الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ” فنحن مازلنا نعيش عيشة أقرب إلى المقولة الشعرية:
” ليس من مات فاستراح بميت * إنما الموت ميت الأحياء “
والفارق الوحيد هو : إننا كنا بالأمس نمر بواقع مترد لكننا ظللنا نحلم في نومتنا بتغيير الأوضاع فإذا بتلك الأحلام الممكنة تنقلب كابوسا ماسأويا خانقا لايمكن أن نجد له شبيها ولن نذهب بعيدا فيكفي أن نقارن بين مانحن فيه ومايفترض أن نكون عليه ..إذ :
(1)يذهب ابن جماعة – وهو من فقهاء العصر العباسي – في كتابه (تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم )إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا إذا ذهب أحدهم إلى شيخه يتصدق ثم يقول : “اللهم استر عيب شيخي عني ولا تحرمني بركة علمه ” ولننظر من هم وماهو دعاؤهم ¿¿ فهم ليسوا من عامة الناس بل قدوة الأمة ولايطلبون تسهيل حفظ الدروس أو ماشابهها من أمور التعلم وإنما ستر عيوب مشائخهم لأن سوء الظن سيؤدي إلى سوء التواصل العلمي معهم وفي نفس الكتاب يذكر مواصفات طالب العلم تجاه زملائه واحترام دور العلم والعناية بها وتنظيفها ….الخ فأين ذلك من طلبة جامعاتنا وعلى رأسها (جامعة صنعاء) وهي باكورة التعليم الجامعي المتكامل في اليمن, و(جامعة القاهرة) العريقة عربيا, و(جامعة الأزهر) التي تمثل مخرجاتها مرجعيات الأمة فهل إشعال الحرائق فيها والاعتداء على الأساتذة والعمداء واقتحام مكاتب رؤوسائها والشخبطات البذيئة ضد شيخ الأزهر هذا القامة العلمية الشامخة – يمثل سلوكيات جيل الثورة التي تعني التغيير وهل هذا هو التغيير المنشود الذي يبشرنا به ( دعاة التخلف) .
وماذا عن طالبات يتسلقن الجدران ويشعلن النيران ويقذفن الشرطة بالأحجار ويقطعن السبيل ووووو¿¿¿ أو ليست إساءة أن يسمى بعضهن (عائشة فاطمة أسماء سمية وخولة ..الخ) وأين مايتطلبه ذلك من نمذجة سلوكية..
واذكر إنني أثناء تفريغ قائمة الاستبيان الذي أعددته لاستكمل متطلبات درجة الدكتوراه في الإرشاد النفسي عن” المنظور الإسلامي لتحليل المشكلات النفسية لطلبة جامعة صنعاء” وجدته يتضمن عبارة ” يزعجني ارتداء بعض طالبات الجامعة ملابس غير محتشمة” إشارة إلى طالبات من جنسيات أخرى في بيئة يمنية محافظة ولتجنب الخوض في الخلاف الفقهي عن حدود وشروط اللباس الشرعي اكتفيت باقتباس الآية الكريمة عن الملكة السبئية (بلقيس) في حضرة سيدنا سليمان ” قيل ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة فشمرت عن ساقيها” لاستدل بذلك على تقاليد الاحتشام الأصيلة لمجتمعاتنا منذ القدم وقد جاء الإسلام لشرعنتها فكيف نفرط فيها¿¿ بينما يسقط الأزهريات هذه الحشمة العربية/ الإسلامية المتوارثة – شكلا ومضمونا .
أخيرا: إن لم يكن تعطيل النصوص الشرعية لمصلحة جماعة على حساب المصالح الاجتماعية (محاربة لله ورسوله) ..إن لم يكن قطع الطرق ومنع السبيل والحيلولة دون طلب الأرزاق والتضييق على الناس في معيشتهم وإشاعة الفوضى وإقلاق السكينة العامة ينطبق عليها ” ويسعون في الأرض فسادا” وترقي عقوبتها إلى حد ( الحرابة ) فما هو تعريف ( المشروع الإسلامي) وماهي مفردات برنامج (الإسلام هو الحل) وماهي الأدلة من الكتاب والسنة – القولية والفعلية – لمشروعية مايحدث وهل راعى هؤلاء قوله تعالى ” فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ” .

قد يعجبك ايضا