قات اتحادي !!! ( 2 )
عبد الرحمن بجاش
يختلف اليمنيون حول كل شيء , ويتباينون في الصغيرة والكبيرة , إلا في القات فهم موحدون , لا يختلفون حوله بل على نوعه , وأين عتخزنوا ¿¿ و( زاد علي اليوم شاوري أبوه بكره ) وهي اسطوانة مملة لا نمل أن نكررها كل يوم بل لقد أدمناها كما أدمنا أنواع البودر والخميرة اللذين يضافا إلى ما تعصره بطوننا يوميا , لذلك يكون السؤال من ينقذنا من أنفسنا ¿¿ من عشقنا القسري لنبتة حين كنا نضع أيدينا خوفا على أولادنا , والشارع يتفجر شعارات تنادي بالتغيير, كانت الساحات في العام المغدور 2011م ينقصها الغذاء ويتوفر في خيمها القات بكل أنواعه والذي طالما وجد لنفسه منافذ حين أغلقت منافذ العاصمة !!!!, وفي نفس العام ارتفع سعر كل شيء , غابت الكهرباء, وارتفع سعر دبة البترول إلى 17 ألف من الريالات وكذا الديزل ضاع إلا القات فقد خزنا وهدرنا كما يهدر القات %80من مياه الري و%40 من مجموع المياه المستخدمة في البلاد , ولا يتم إعادة شحن خزانات المياه الجوفية من مياه الأمطار بنفس معدل الضخ من باطن الأرض والمياه تشح بسرعة شديدة , وتجف العديد من الخزانات مما أدى إلى الحفر بشكل أعمق , أو يتم البحث عن حقول جديدة , كما يأتي أولئك المزارعون من مناطق مختلفة إلى منطقتي قدس يبحثون عن أراض تركها أصحابها إلى المدن , فيستأجرونها ويزرعونها بالقات حتى إذا نفدت المياه تركوها إلى منطقة أخرى , وترى الوايتات قد قضت على وادي الكاذية الذي كان ماؤه غزير سكاب بسبب القات حيث حفرت الآبار بشكل عشوائي كما هو الحال في شارع الخمسين الذي تحول بعض سكانه ( الكبار ) إلى باعة ماء من آبار حفرت عشوائيا ولم يقف أي قانون في وجهها بسبب الفساد الذي أسست له دول في هذه البلاد !!!, السؤال الآن هل وقف مؤتمر الحوار طويلا أمام مصيبة القات التي تؤدي إلى كارثة نفاد مخزون المياه والخطوات الوطنية وعلى مدى بعيد للتخلص منه ¿¿ أم أن القات فقط سنجده اتحاديا مثلما رأيناه وحدويا , حين اجتاح محافظة لم تتعاطاه لكن بفضلنا فقد أجبرنا حضرموت على استقباله , لكنها رفضت زراعته وهذا يحسب لها , وفي ظل الدولة الاتحادية من حقها أن تمنعه نهائيا , وارجو لا يتنبه المزعبقين الحاليين لنسمعهم وقد بدؤوا يروجون أن مخرجات الحوار هي ضد وحدة البلاد والعباد بدليل منع القات المركزي !!!, هنا هم يتساوون بزميلي العزيز فؤاد عبد القادر الذي لا يجلس على أي متكأ إلا بعد أن يؤمن قات اليوم الثالث !! ويقول لك ( هي كارثة الكوارث لو منع القات !! ) القات الذي يتناوله %80 من السكان ويهدر ربع دخل الأسر الفقيرة , وبينت الخطة الخمسية العام 2005 أننا وبسببه نهدر 20 مليون ساعة عمل يوميا , وإرباحه تمثل %25 من الناتج المحلي , حيث يوظف أكثر من %20 من السكان وهذه الأرقام ليست دقيقة لأن القات خارج منظومة الاقتصاد , وفي عام 70 كان الإنتاج 8000 طن ليرتفع في 2005م إلى 124,000طن !!, يكفي دعممه , ودفن رؤوسنا في الرمال , وقولوا لمن يرددون مقولة ( لا تخوفوا الناس ) هاهي النتيجة أمامكم , ولدولة ( ما بدا بدينا عليه ) كفى …. , لا نريد للقات أن يتحول اتحاديا بقدر ما نريده يختفي كما ستختفي أشياء كثيرة سيئة ورثناها مع الدولة التي يصاغ بنيانها الآن …..ويتوافق عليها اليمنيون بغرف متعددة , باب مبناها الرئيسي واحد وسقفها واحد , وليس كما يروج من له غرض أن البيت سيقسم ,… لا.. الثروات والسلطة هما ما سيقسم با لعدل بين الناس !!! .