أسئلة مخنوقة وخانقة ¿!
جمال الظاهري
هاهي ثلاثة أعوام من أعمارنا قد ودعتنا عامان منها استنفدت في الترتيب للوضع الجديد لليمن أي من بعد توقيع نقل السلطة الذي أعقب توقيع المبادرة الخليجية .. وعام كان صاخبا ومليئا بالأحداث في الساحات والميادين والمقاهي والبيوت كان أفظع ما فيه عملية الفرز والتمترس التي لم تسلم منها أسرة في البلاد..
ما الذي حدث لماذا تاه النخبة الذين تصدروا المشهد الجديد في فوضى الخلافات وفي حبال الأيام الخوالي وأماني وطموحات من تسلموا زمام السلطة¿! .. هذا أمر يطول ويصعب شرحه رغم علم الجميع به ..
عام أجبر فيه النظام السابق على الترجل وعامان هما اللذان تقلدت فيهما الأمور قيادات وشخصيات واحزاب ومكونات دفة الأمور سميت فترتها بالمرحلة الانتقالية تكفل فيها الموقعون برسم خارطة طريق المستقبل وترجمة تطلعات الثوار .
صحيح أن (النظام السابق) لم يغادر المشهد تماما ولكن أكيد أنه فقد جل مواقع القرار وتعرض لانتكاسات كبيرة حجمت من فعاليته وأوصلتها إلى الحدود الدنيا ..
إذا فإن ما يقال عن أنه معرقل أو معيق لأي تغيير أو إصلاح ينتشل الوضع اليمني من هذه المقبرة التي فتحت أبوابها لكل شيء غير صحيح وفيه الكثير من التضليل والتعمية على الحقيقة التي لطالما تجاهلناها في البدايات ونقر بها حاليا وحتى أصحابها أنفسهم اقروا بها في أكثر من مناسبة..
عامان لم ينجز فيهما أي شيء من ملامح الجديد الذي تطلع الناس إلى رؤيته واقعا في حياتهم يبرر لتلك التضحيات وتلك الأرواح التي أهدرت في أكثر من مكان .. بل أن ثورة تلك المشاعر الشغوفة للانطلاق بعجلات جديدة تحولت إلى حسرات على ما اهدر وخوف كامن في الضلوع من الميلاد الذي أرادوه ..
وبحساب ساعات وأيام وسني العمر التي تمر فإن ثلاث سنوات من حياة شعب بأكمله ليست بالهينة خاصة حين تضيع هكذا دون أي ملمح لتطور أو تغيير إلى الأفضل عما كان عليه سابقا.. والأمر منه حين تتكاثر ملامح الاخفاقات التي لم تكن موجودة سابقا أو أنها كانت في أدنى مستوى لها.
وكمثال من شعوب أخرى غامرت مثلنا بكل شيء بغية إحداث تجديد لواقعها فهاهي تونس ومصر وليبيا أمثلة واقعية لو استعرضنا خطواتها التي أعقبت التخلص من أنظمتها التي خرجت لإزاحتها فإن هناك شواهد عديدة تدل على أن هناك حراكا مجتمعيا ونخبويا وسلطويا وأحداثا متتالية اخفقت في بعض الأمور ونجحت في أخرى لكنها لم تتوقف ولم تفقد البوصلة كما هو حاصل معنا.
لماذا نحن لم نكن مثل تلك الشعوب ولماذا حيöدتú الجماهير عن المشهد السياسي¿! لماذا لم يحدث معنا هذا النشاط تلك التجارب ذاك الفعل حتى وإن لم ينجح فنعمد إلى فعل آخر بهدف النجاح ¿ لماذا لم نصل إلى نتيجة أيا كان اسمها – ممتازة أو مخيبة – رغم أننا دفعنا الثمن من أجل الخلاص من الجمود من اجل التحرك ومن أجل التجربة والمحاولة¿!!
لماذا اليمني فقط يعلق في الكرسي المدولب الذي يفقده الصواب والتوازن ويجعله في حالة دائمة من الغثيان¿.. لماذا تحولت الصناديق النزيهة إلى بعبع يخيف من سعوا إليها¿ ولماذا تغير من رفعه ذاك المسكين (المواطن) من أسفل السلم ومن بئر العذاب ومستنقع التذمر من الجوع ومن تسلط الآخرين إلى مصدر القرار¿ لماذا نسي ما كان ووقع في ما وقع فيه من سبقوه من طغيان النهم التسلطي¿ أسئلة لا تعرف إلى من تتوجه وحسرات مكنونة يستحي الناس من مواجهتها ومن إعلانها لأنها حسرات مزدوجة – حسرات على نكران الجميل ممن وصلوا وأخرى تتأسف على ما كان منها وما ضيعت من ماضيها!!
Aldahry1@hotmail.com