الرجل المöثال.. علي أحمد أبو الرجال

خالد الرويشان


 - هو خلاصة من خلاصات اليمن النادرة , وشرفة من شرفات صنعاء المضيئة السامقة. تلقاه فتلقى اليمن كلهú.. صبúر جباله , بساطة وديانه , عزائم إنسانه.. مدنية صنعائöه. تلك معالم الشخصية الباهرة الساحرة.. علي أحمد أبو الرجال.
خالد الرويشان –

هو خلاصة من خلاصات اليمن النادرة , وشرفة من شرفات صنعاء المضيئة السامقة. تلقاه فتلقى اليمن كلهú.. صبúر جباله , بساطة وديانه , عزائم إنسانه.. مدنية صنعائöه. تلك معالم الشخصية الباهرة الساحرة.. علي أحمد أبو الرجال.
تمنيت لو أن فتيان اليمن وشبابه تأملوا هذه الشخصية وعرفوا معالمها , ربما لانفتحتú كوة ضوء في سماءö أرواحهم المثقلة بغبار اللحظة ويأسها , وجهامة الوجوه وبؤسها.. وحتى يستعيدوا الآمال , ويسعدوا بالرجل المöثال.. علي أحمد أبو الرجال.
هذا الرجل ابن بار لمدرسة وطنية مغمورة تعتبöر الإنجاز الإداري والتنموي المهمة المقدسة في الحياة , والهدف النهائي للعمل العام. وهي مغمورة لا أحد يتعصب لها لأنها تعتبر الوطن حزبها , والنزاهة مذهبها , والإتقان ديدنها , والإخلاص عقيدتها.
مثل جواهر مطمورة كثيرة في حياتنا دلف القاضي علي أبو الرجال عامه الرابع والثمانين هذا العام وسط صخب السياسيين وغبار معاركهم , بينما تلوح ابتسامته الشابة ضوءا يملأ قلوبنا بالحب , وعيوننا بالأمل , وما تزال تلك الابتسامة الساخرة تحكي الكثير,.. فالرجل خلاصة تاريخ , وتجربة إدارة ممتدة من أيام الإمام يحيى وحتى اليوم.. ولذلك يبتسم ساخرا من كل ترهات لحظتنا لأنه يعرöف أن ما سيمكث في النهاية هو ما ينفع الناس فحسب , ودون ذلك عابر ومؤقت وزائل.
قلت أن للرجل صبر واحتمال جبال اليمن وذلك بفعل إنجازاته خلال ستين عاما من العمل العام بلا كلل أو ملل رغم تقلب العهود والعقود.. وفي بلاد مثل اليمن فإن ذلك يشكöل معجزة رائعة تستحق الثناء فعلا , ويكفي أن تعرف أنه شارك وأشرف على إنجاز طرق صنعاء الحديدة , والحديدة تعز , وصنعاء صعدة وعمران , ومطار صنعاء.. الخ وكل ذلك قبل أن ينجز إنجازه الأهم والأكبر في عالم الوثائق خلال العشرين سنة الأخيرة.
أما بساطة الرجل فهي انعكاس لعمق شخصيته وفلسفة حياته القائمة على العمل والإنجاز والإخلاص للوطن وليس للأشخاص وللإنسان وليس للسلطان.. ولذلك تتغير العهود وما تزال ابتسامته عطر المكان.. وتتوالى العقود وما يزال صوته ضوء الزمان , فهو عارف بالرجال وأقدارها , خبير بالأزمان وتقلباتها وفق ميزانه العادل والصامت والواثق.
في مهرجان تكريمه بالأمس آثر أن يرتجل كلمة مثل عروق الذهب ! ببساطته الرائعة أكد أنه لا يستحق كل ما قيل في الاحتفال لأنه لم يقدم ما يستوجب ذلك ! هذه هي العظمة المتوارية , والروح الكبيرة التي أشعلت أكفنا إعجابا , وأضاءت قلوبنا إيمانا بالوطن وأبنائه الذين تتكلم إنجازاتهم ويصمتون , وتتحدث نجاحاتهم ويتوارون.
من معالم شخصية أبي الرجال.. بأس عزيمته الدائبة وفولاذ إرادته الدائمة , فهو بهذه العزيمة جمع ما يقرب من سبعة ملايين وثيقة حكومية يرجع أهمها إلى مئات السنين.. جمعها وهو الهاوي لجمع الوثائق من يفاعته قبل ستين عاما.. أندر الوثائق وأعجبها وأغربها حفظها الرجل وفق أحدث أساليب الحفظ والتوثيق والترميم والصيانة.. ولن تجد لدقته العلمية نظيرا في جامعة يمنية , أو مركز أو مؤسسة.. وحده أبو الرجال وضع لليمن مكانة ومكانا في عالم الوثائق وهي ذاكرة الدولة , في وقت يتلاشى فيه كل شيء في البلاد , وجعجعة السياسيين تملأ الآذان , وتطمر الحقائق والأذهان !
أما مدنية الرجل فهي من مدنية مدينته صنعاء , وحلاوة روحها , والقاضي علي مشهور بظرافته البديعة وسخريته اللاذعة , وحبه للغناء والفن والشعر والثقافة , كما أن شخصيته مطبوعة بالعطف والحنان والوفاء , واكتشاف المواهب ورعايتها , وأعرف العشرات ممن أصبحوا وكلاء وزارات ومدراء عموم وحتى وزراء ترعرعوا على يديه , وشبوا على حنانه , وتطبعوا بطباعه وحزمه وإتقانه. فهو مدرسة تربوية إدارية نادرة جديرة بالتأمل والإعجاب.
بقي أن أختم بملاحظة شديدة الأهمية وهي أن الرجل أنجز الكثير في إطار ما أتيح له.. وما أتيح له كان قليلا وشحيحا جدا مقارنة بإنجازاته الكبيرة والعظيمة.. ولو أن الإدارات الحكومية خلال الثلاثين سنة الماضية اقتدت واهتدت إلى مدرسة أبي الرجال لكنا وكان الوطن في أحسن حال !
كنت قد تمنيت ذات يوم على أعضاء مؤتمر الحوار الحائر زيارة المحويت وهي قريبة لöيعبöئوا بطاريات أرواحهم الخاوية بالنقاء والصفاء والأرجح أنهم لم يفعلوا !.. وها أنذا أ

قد يعجبك ايضا