يقظة القوى الوطنية ومعارك إنقاذ الوطن في السبعين

سعيد أحمد الجناحي

 - 
حول الأوضاع على ساحة اليمن عشية الحصار
الذين عاشوا عقد الخمسينيات وشاركوا في حركة النضال الوطني يدركون مدى التحولات التاريخية لتلك الفترة التي مهدت لقيام الثورة اليمنية – سبتمبر وأكتوبر- وب

حول الأوضاع على ساحة اليمن عشية الحصار
الذين عاشوا عقد الخمسينيات وشاركوا في حركة النضال الوطني يدركون مدى التحولات التاريخية لتلك الفترة التي مهدت لقيام الثورة اليمنية – سبتمبر وأكتوبر- وبقيامها يكون الشعب اليمني قد غادر حياة القرون الوسطى واندلف إلى بداية عهد انتقل به إلى حياة القرن العشرين لقد تمكنت القوى الوطنية الثورية عبر مسيرة شاقة من النضال الوطني تجشمت خلالها ألوانا من التضحيات والمشاق والمعاناة حتى تمكنت من تحرير شعب اليمن من أعتى نظام إمامي ملكي لم يجد سوى إنتاج الاستبداد والتخلف والعزلة وأقامت نظاما جمهوريا أساسه حرية الشعب في اختيار حكامه.. وامتلاك قدرته وإرادته لشق طريق قهر التخلف والسير على طريق البناء والتقدم.
أحدث ذلك الانتقال بداية مرحلة قلبت الأوضاع رأسا على عقب ليس على ساحة اليمن فحسب بل وفي أنحاء الجزيرة العربية.
لقد تزامل قيام الثورة احتدام معارك وصراع بين قوى التحرير العربية بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر وبين القوى المعادية لحركة التحرير والوحدة العربية تمثلت بالرجعية العربية وقوى الاستعمار الغربي وكانت اليمن واحدة من ساحات ذلك الصراع حيث وجدت الثورة اليمنية الدعم والمساندة من مصر عبدالناصر ومن البلدان المتحررة الأخرى بينما وجدت جماعة من الملكيين لجأت “حينها”(1) إلى المملكة العربية السعودية كل وسائل الدعم مما خلق الأمل لدى أسرة بيت حميد الدين لاستعادة عرشهم الملكي البائد بينما وجدت المملكة السعودية بغيتها والمبرر لمناوأة الثورة اليمنية ونظامها الجمهوري.
والعمل على إسقاطها إذا لم نطق وجود ثورة تحريرية تجاورها كما وأن الإمبريالية الغربية وأمريكا خشيت على مصالحها البترولية في السعودية من امتداد النهج الثوري تجاه العرش السعودي والإطاحة به ورأت بريطانيا أن وجود ثورة في الشمال يشكل خطورة على وجودها في الجنوب لذا وجد الملكيين السلاح والمال والتدريب وجندت الوسائل الإعلامية لصالح الملكيين وبالإغراء والتضليل اتسعت صفوفهم وجعلوا من السعودية في شمال الشمال والمناطق الجنوبية الواقعة تحت السيطرة البريطانية قواعد لشن المعارك ضد الجمهورية اليمنية آنذاك وبسبب ذلك العدوان الذي بدأ خلال الأسابيع الأولى من عمر الثورة اليمنية قدمت القيادة المصرية العون العسكري للثورة اليمنية لمواجهة العدوان الخارجي وأعلن عبدالناصر وقوف مصر بكل ما تملكه من إمكانيات لمساندة شعب اليمن الذي ثار على أعتى حكم ملكي وحقق خلاصه من حياة القرون الوسطى والمضي لمغالبة التخلف وبناء وطنه.
كانت تقديرات القيادة المصرية أن مجرد وجود عدة فرق من قواتها العسكرية في اليمن سيحقق الهدف في مساندة القوات العسكرية اليمنية لصد العدوان وستتمكن من تدريب قوات عسكرية جديدة تشكل جيشا قويا في ظل ما ورثه النظام الجديد من جيش قبلي تفرق بعد قيام الثورة بين عاد إلى موقعه القبلي ومن لحق بفلول الملكية وانضم جزء يسير إلى الجمهورية وبقي في إطار القوات المسلحة إلى جانب بضعة مئات من الجنود والضباط الذين تدربوا حديثا إلى جانب الالتفات الشعبي وتطوع الآلاف من أبناء الشعب البسطاء في الحرس الوطني غير أن تصاعد معارك حماية الجمهورية فرض على القيادة المصرية إرسال قوات عسكرية وصلت إلى ألوية كاملة بأسلحتها إضافة إلى وحدات من السلاح الجوي وعبر سنوات خمس لم تتوقف الحرب على ساحة اليمن حرب مواجهة القوى الملكية وحرب تحرير شعبية امتدت بانطلاقة ثورة 14أكتوبر تجاه جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني وحكام الكنايات المحتمية به (2) وإلى جانب ذلك كانت الجماهير اليمنية وقيادة النظام الجمهوري تخوض معارك التحدي أهمها تأسيس وتطوير مؤسسات الحكم في شتى المجالات وبناء البنية التحتية في مجال الصحة والتعليم والطرقات والمواصلات والزراعة وغيرها إلا أن حركة التغيير تلك خلقت مجموعة من العوامل أفسحت المجال لتنامي الصراع في الصف الجمهوري لقد ظهرت على السطح قوى اجتماعية جديدة مما جعل الفئات التقليدية تخشى على مصالحها إضافة إلى وجود العامل الخارجي المؤثر في السلطة السياسية لقد أدت تلك العوامل إلى نشوب خلافات بين القيادات السياسية للنظام الجمهوري حول نهج السلطة ثم تنامى إلى توتر وتباينات في الموقف حول سياسات الحكم تجاه تطويق الحرب والتفاوض مع القوى الملكية وحول الموقف من الوجود المصري وفي خضم ذلك الصراع كانت القيادة المصرية حريصة على تماسك قوى الجمهورية وفي نفس الوقت كانت تحرص أن يظل في موقع القرار في السلطة الجمهورية عناصر مؤيدة للوجود المص

قد يعجبك ايضا