بل للإرهاب دين ودعاة أيضا!

عبدالله السالمي


 - صحيح أن الكثير مöن المسلمين اليوم ينبذون الأفكار أو التأويلات التي يستند عليها الإرهابيون والقتلة لكن ذلك لا يعني أن التاريخ والتراث الإسلامييúنö يخلوان تماما مöما يدعمها فالواقع أن لدى الإرهابيين في تاريخ المسلمين وتراثهم ما
صحيح أن الكثير مöن المسلمين اليوم ينبذون الأفكار أو التأويلات التي يستند عليها الإرهابيون والقتلة لكن ذلك لا يعني أن التاريخ والتراث الإسلامييúنö يخلوان تماما مöما يدعمها فالواقع أن لدى الإرهابيين في تاريخ المسلمين وتراثهم ما يستندون إليه تصريحا وتأويلا.
إن الخطوة الأولى في محاصرة ما هو مöن التاريخ والتراث بمثابة المرجعية الفكرية لمسلك الإرهابيين في هذا العصر تبدأ مöن الاعتراف باشتمال تراث المسلمين وتاريخهم على ينابيع مöن الوحل المتدفق على الحاضر والمستقبل في هيئات عديدة ليستú ثقافة إلغاء الآخر واستحلال نفيه مöن الوجود إلا إحداها.
أما مجابهة الإرهاب عن طريق نفي وجود أية صلة له بالفكر والتراث الإسلامييúنö والاستدلال بسرد نصوص تحرöم على المسلم قتúل المسلم فإن ذلك ليس أكثر مöن مسكنات فيها مöن الخداع الذي يصب في صالح القتلة أكثر مöما فيها مöن التطبيب الذي يعود بالنفع على الضحايا.
لا إنكار أن المخادöع قد ينجح بالصدفة في أداء دور الطبيب مرة أو مرتين لكنه ولا شك سيلحöق الأذى في مرات لا حصúر لها بالذين يخادöعهم حد الوصول بهم إلى درجة متفاقمة مöن المرض يستعصي بعد ذلك على الأطباء الحقيقيين أن يفعلوا شيئا لعلاجها.
حال هذا المخادöع كحال بعض الخطباء والوعاظ الذين يتصدرون للحديث عبر وسائل الإعلام الجماهيري التقليدية كمنابر المساجد والحديثة كالقنوات الفضائية على أساس أنهم بما يسوقونه مöن نصوص تحرöم على المسلم قتل المسلم يحارöبون الإرهاب ويأخذون على أيدي الإرهابيين! بينما هم في حقيقة الأمر يهوöنون للمسلم العادي سفك دم غير المسلم.
ليست في الأمر مبالغة فالواقع إن كل النصوص التي يسوقها هؤلاء الوعاظ والخطباء في حرمة دم المسلم على المسلم لن تجدي نفعا مع الإرهابيين ولن يكون لها فيهم أدنى تأثير وذلك ببساطة لأن الإرهابيين وهم يقتلون المسلمين لا يرون أنهم مسلمون. ومن ثم ماذا يفيد أن تقول للإرهابي «لا يجوز قتل المسلم» إذا كان هذا الإرهابي لا يعتقد أن من تسمöيهم مسلمين ما زالوا فعلا مسلمين¿! ثم أليس مöن عواقب تكريس خطاب «فقط حرمة قتل المسلم للمسلم» تهوين قتúل المسلم لغير المسلم¿!
طالما لم يرتقö وعيهم الإنساني إلى مستوى الإيمان بحرمة دم الإنسان أكان مسلما أو غير مسلم سيظل هذا النوع مöن الخطباء والوعاظ المسلمين فاعلين في إنتاج الثقافة التي تصنع الإرهابيين أكثر مöن فاعليتهم في الاشتغال على الثقافة التي تحاصر الإرهاب وتحد مöن انضمام آخرين إلى صفوفه.
باختصار.. للإرهابö دöين بل أديان ومذاهب لها تاريخ وتراث يطفحان بالحث على قتúل المخالف وسفك دمه واستباحة عرضه وماله.. ولئöن صدق الكثيرون في استخدام مقولة إن “الإرهاب لا دين له” لنفي علاقة الإرهابيين بدين الفطرة الصادقة فإن التستر بالمقولة ذاتها قد يراد به عند البعض الحيلولة دون محاصرة جذور الإرهاب الكامنة في الفكر والتراث الإسلامييúن.

قد يعجبك ايضا