مسلسل الرعب!
عبدالله سيف

مسلسل رعب مخيف يعيشه اليمنيون اليوم.. لا يروا فيه سوى الضحايا من الأبرياء والمساكين ممن تسفك دماؤهم وتتناثر أشلاؤهم هنا وهناك.
والغريب في الأمر أن الجميع لا يعرفون شيئا عن تفاصيل هذا المسلسل فلا معديه ولا مخرجيه معروفون ولا أبطال المغاوير ممن تجردوا من كل القيم الإنسانية واقدموا على تلك الأفعال وتحولوا إلى وحوش مفترسة تفتك بالناس في كل مكان معروفين فالجميع يدينون أحداث المسلسل ويتباكون على الضحايا ويطالبون بفضح المتورطين.
وما حدث بالأمس القريب في مجمع وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء هو جزء من هذا المسلسل الدموي الذي يحاول أن ينسبه البعض إلى القاعدة.. ولا ندري عن أي قاعدة يتكلمون..¿! ولا ندري إلى متى سيتم الاستخفاف بعقل المواطن اليمني ولماذا هذا الإصرار على إخفاء الحقائق وإلى متى سيتم العمل خلف الكواليس .. ولماذا هذا الصمت ولمصالح من وعلى من يتم التستر وعدم إعلان الحقائق.
لا ندري لماذا إلى اليوم لم تعلن نتائج التحقيقات في العديد من الوقائع والأحداث السابقة مثل تفجير جامع دار الرئاسة وجمعة الكرامة ومحرقة تعز ومجزرة السبعين واقتحام مقر قيادة المنطقة الأمنية أو العسكرية في حضرموت وغيرها من الأحداث التي كان آخرها وأبشعها ما جرى الخميس الماضي في مقر قيادة وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء والذي راح ضحيته أكثر من 56 شخصا من الأبرياء.
إن هذا الصمت حيال ما يجري سيجعل المجرمين يتمادون في أفعالهم بل وربما سيشجع آخرين على الأقدام على مثل هذه الأعمال الإجرامية.. طالما لم يتم فضحهم ومحاسبتهم ليكونوا عبرة لغيرهم.
المطلوب اليوم هو الخروج من خلف الكواليس ومصارحة الناس بما يجري من خلال إعلان الحقائق للملأ أو على الأقل إعلان ما توصلت إليه نتائج التحقيقات التي كلفت بها العديد من اللجان لأن استمرار التكتم حيال العديد من القضايا والأحداث التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء من أبناء الشعب اليمني يعني استمرار هذا المسلسل الذي لن ينتهي إلا بمحاسبة كل من شارك فيه من معدين ومنفذين ومخرجين وممولين وكل من ساهم في ذلك بطريقة وأخرى.. وعكس ذلك يعني الرضاء عما جرى ويجري وربما يعتبر إشارة خضراء لاستباحة دم الأبرياء من أبناء هذا الشعب.
