القاضي عبدالجليل نعمان .. أحد القيادات القضائية التي خسرتها اليمن

فارس الحميري


ذهب القاضي عبدالجليل نعمان صباح الخميس باكرا إلى مستشفى العرضي في مجمع الدفاع بصنعاء برفقة زوجته لإجراء بعض الفحوصات ولم يكن يعلم بأن عناصر الشر تتربص بالمكان.
يقول احد اقاربه: ذهب القاضي باكرا إلى المستشفى ليجري لزوجته بعض الفحوصات حيث كانت تعاني من بعض الآلام ووصل المكان فحدث العمل الارهابي بعد وصوله.
واستشهد نعمان برفقة زوجته في الحادث الارهابي الدامي الذي أودى بحياة 52 من الأبرياء اطباء وجنودا ومدنيين وإصابة 167 آخرين. وبهذا استشهد القاضي عبدالجليل نعمان تاركا وراءه غصة كبيرة وخسرت اليمن برحيله احد القيادات القضائية المهمة والمتخصصة بالقضاء التجاري.
عاش القاضي نعمان بسلام لكن القتلة لم يتركوا مكانا سالما حتى دور الرعاية الطبية لم تسلم من أذاهم فقتلوه وزوجته دون ذنب اقترفاه بحق احد. ويعد القاضي نعمان رمزا من رموز القضاء النزيه وصدر مؤخرا قرار بترقيته نائبا لرئيس المحكمة العليا بعد فترة طويلة من مسيرته الحافلة بالنجاحات والتي امتدت منذ استكمال دراسته في بغداد عام 1976 م.
وعمل منذ تخرجه في مجال المحاماة وانتقل في مطلع الثمانييات إلى العمل في السلك القضائي من خلال ترؤسه لإحدى الدوائر القضائية في القضاء التجاري.
كما عمل خلال مسيرته القضائية رئيسا لمحكمة الاستئناف في محافظة عدن ورئيس دائراة القضاء التجاري في 2005 م وعضو محكمة عليا من العام 2006 م.
ومؤخرا تم ترقيته إلى نائب رئيس المحكمة العليا.
وساهم مؤخرا من خلال عضويته في لجنة الانضباط والمعايير بمؤتمر الحوار الوطني بشكل فاعل وهو ما يجعل المؤتمر يفقد واحدا
من اعضائه المهمين.
وللشهيد العديد من المؤلفات في القضاء التجاري أهمها ” الأحكام الجارية في القضايا التجارية”. والقاضي من مواليد 1952 م وله ثلاثة أبناء محمد وشريح ومعاذ وبنتان .. تركتهم عناصر الشر والارهاب يعيشون يتامى كما عاش والدهم يتيما حيث قتل أبوه والذي كان أحد المناضلين الأحرار بعد سجنه لعدة سنوات .
وللقاضي نعمان صلة وعلاقات طيبة مع كافة رموز وقادة وقواعد الاحزاب والشخصيات الاجتماعية.
ويتمتع القاضي نعمان باحترام كبيرا نظرا لدوره الاجتماعي والقضائي واخلاقه العالية.
رحل القاضي نعمان هادئا كما عاش .. تاركا وراءه قصة من العمل الدؤوب والنزاهة .. فرحمة الله تغشاه.

قد يعجبك ايضا