هادي وساعة الميلاد..

احمد الشرعبي


 -  11 سبتمبر 2001م تمكنت عناصر القاعدة من ضرب برجي منهاتن ومقر البنتاجون الأمريكيين وسقط مئآت الضحايا وتهاوت عشرات القبعات المزكرشة.. وقبلها بفترة من الزمن ملئت

11 سبتمبر 2001م تمكنت عناصر القاعدة من ضرب برجي منهاتن ومقر البنتاجون الأمريكيين وسقط مئآت الضحايا وتهاوت عشرات القبعات المزكرشة.. وقبلها بفترة من الزمن ملئت الكعبة الحرام بالمتفجرات وطلع قرن للشيطان يدعى جهيمان فسالت دمآء غزيرة وسقط ضحايا كثر لكن لا القاعدة أخذت مكان البيت الأبيض وسلطاته ولا جهيمان حل بدلا عن موظف خدمات نظافة في أولى القبلتين¿ وما حدث أمس الأول في وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء إلى ما شهدته البلاد من جرائم إرهابية نكرآء وما يمكن التكهن به من عمليات مماثلة جميعها لن يحرف مسار التأريخ إلى الخلف لمجرد ما يمثله الماضي من عوامل تواصل ووشائج قربى مع جذور الإرهاب وبذوره إذ يستحيل أن يتحول وطن بعمق اليمن الحضاري وواقعه الممتد إلى إمارة للتطرف بكل تفرعاته السياسية والأيدلوجيةوالمفرقعاتية .. كما يستحيل على سيارة أو حافلة مفخخة ثني الإرادة الشعبية عن وجهتها الحرة المعبرة عنها في 21 فبراير 2012م وهي ذات الإرادة التي أعادت الأمور إلى نصابها ومثلت طوق الأمان الوطني من الإفراط في تدوير التسويات السياسية أو التمادي في تقاسم واقتسام مقاليد ومؤسسات السلطة بين أطراف صراع ثأري أو شركاء مصالح حزبية.
ولا شك أن هذه الإرادة الجمعية الواسعة لجماهير الشعب كانت حاضرة رأي العين في توجهات ومواقف الرئيس عبدربه منصور هادي الذي رأيناه يخاطر بنفسه مقتحما قلب الحدث الجلل ورائحة الديناميت تملأ المكان وإجراءات تمشيطه لم تنته بعد على حين يمضي موكبه بين عربتي إسعاف قادمة ومغادرة.
صحيح لا يجب علينا إطراء مسؤولي الدولة عندما يؤدون واجباتهم فحسب ولكن الأصح من ذلك تقاعس كثيرين عن نفس الواجب وواجبات يومية أخرى لتغدو ممارسات الرجل الأول من أكثر احتياجاتنا إلحاحا وأشدها اثرا على طمأنينة المجتمع وتعزيز ثقته بنفسه واستنهاض قدرته على رباطة الجأش ومقاومة القابضين على رماد العودة يحدوهم وهم التملك والأحقية وامكانية لي عنق الشعب وتلك اوهام وزنها اقل من سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء! فما لم يكن ممكنا الاحتفاظ به ومختلف مقومات السلطة طوع اشارة من سبابة يد واحدة لا يمكن استعادته عن طريق دراجة نارية أو حتى عشرات القاطرات المفخخة اذ حين يكون لإرداة الشعب مفتاح عصي على الانكسار فمعنى ذلك حتمية الاتجاه نحو اليمن الجديد وضرورة التسليم بتطلعات الشعب لبناء دولة غير تلك ودستور غير هذا وقواعد سير أخرى لا تتأسس على التخويف وصناعة الازمات ولا تمويل وتوجيه اقراص “الديزبام” المتحرك بصحبة الاحزمة الناسفة فالتغيير بالأفضل يقتضي الانضباط لمحددات السلم الاجتماعي واحلال المسئولية المشتركة عن رعاية وحماية المصالح العليا للوطن .
يتعين النظر الى الأمر من زاوية (البروفة) الاولية لسنياريو الانقضاض على الثقوب التي يحاول اليمنيون اجتراحها في جوف النفق المظلم.
الرسالة مكتوبة بعناية فائقة واعضاء مؤتمر الحوار اول المعنيين بالرد الفوري عليها من خلال انجاز مهام المؤتمر قبل ان يبح صوت مؤذن (مالطا) وتحترق (بيزانطا) والحوار حول ايهما اقدم الدجاجة ام البيضة لم يحسم بعد!!
على تخوم المشهد الارهابي وصرامة هادي في خوض تحدي المواجهة لاحت لي اشراقة شعب جسور يتخطى معاناته اليومية ويتحامل على مكابداته من الأداء الحكومي مبادرا لتلبية نداء الواجب والتبرع بالدم ولعمري ان اغلى الدمآء وازكاها تلك التي تهطل من شرايين الفقراء..ومن سواهم واشرف منهم يدخر متخذ القرار لإطلاق شارة البدء في رسم الحلم الاجمل واليمن الجديد .
وهنا تنعقد الامال العريضة على رئيس الجمهورية للاسراع في اتخاذ الاجراءات الكفيلة باستعادة هيبة الدولة وعدم التعويل كثيرا على النخب الديوانية وقوى الصراع التقليدي فمذ يوم السقيفة لم تحسم التسويات السياسية امرا له علاقة باستراتيجيا الدول ومذاك لم تنجز الغرف المغلقة هدفا نبيلا أو تحزر غاية نزيهة .
القاعدة واخواتها وجماعات العنف السياسي ونظائرها والعصبويات المسلحة بفصائلها المتشابكة ليست وحدها ما يهدد اليمن وإنما حالة الفصام الحزبي بين المسلمات والبرامج النظرية والممارسة السلوكية والا فأين روح الوفاق من حكومة الوفاق¿¿وكيف نفسر التناقض الصارخ بين التصورات الحوارية المثالية وبين ما تفعله الممارسة اليومية للقوى السياسية التي تبحث عن ضمانات مستقبلية لمخرجات الحوار وهي لم تهتد لضمانة واحدة ترشد التصرف في ما يقع على ذمتها من مسؤوليات ..¿
اشهر شركة لا تساوي شيئا دون رأسمال وأكبر الشراكات السياسية والحزبية لا تمثل قيمة دون دولة !!
ومنذ أقدم العصور لم تكن الدولة غير ضوابط يتوافق الناس عليها و

قد يعجبك ايضا