أسئلة الموجة ..في دائرة السقوط !!

• محفوظ حزام

قال: هل للمحبة أن تسقط ¿!..قلت : لا يعقل !! وهل للحياة أن تستمر بلا نور¿¿ قال: هل للرحمة أن تسقط ¿! قلت : لا يمكن ذلك وهل للسماء أن تستمر بلا مطر¿¿. قال: هل للصدق أ ن يسقط ¿! قلت : استحالة. وهل للقلب أن يصفو أو أن يعيش بصحة دونه ¿¿!!. قال: هل للإنسان أن يسقط ¿ قلت: نعم قال: كيف¿ قلت: إن سقط كل ما في قلبه من أسرار نور الحقيقة..والسمو.
ويستمر غيث استفساراته الملتهبة وأسئلته المحترقة!! وعند إلقاء كل ما يريده من أسئلة تجده يرتجف.. !! وصوته يتقطع..!!وحنينه يئن!! ثم يسكت ..فأضطر راغبا بهطول أمطار بحت صوتي وشدو روحي بغية أن أنتزع كل حسراته … وهكذا إلى أن صمت كثيرا…ثم عاد بسيل من هواجس خوفه من مصير حنينه ..وألمه..!! ومن جديد يتقطع صوته ..!!وتغرق عيناه تحت لهيب احمرار عيناه ..ودموعه التي تنهمر لا إراديا…لم يستطع إيقافها.. لكنه أخيرا استطاع أن يلقي علي سؤالا مهما ((مضمونه ))هل الصداقة مازالت موجودة¿!! قلت: هي ملح ابتساماتنا.. وإن دارت عن سمانا .قال: هل بإمكانها أن تغيب¿. قلت : لن تغيب¿. قال وإن غابت .قلت : لن تغيب يا عزيزي …وهل تغيب القمر أو الشمس ¿¿!! قال : لا . ثم قال : وهل بإمكان الشمس والقمر أن يأتيا بالملح . قلت : نعم تأتي بالملح والعسل في وقت واحد وهي راضية سعيدة ودون مشقة. قال أليس ذلك خيال ¿. قلت : بل هي جزء من ذات الحقيقة فالشمس والقمر يأتيان بكل ذلك وأكثر . قال : بهدوووووء أرجوك كن واقعيا أكثر !! . قلت : نعم إني ملامس الواقع تماما وهل تتخيل أن تكون في البحر وفي الكون حياة دون ضوء أو سراج ¿! قال : لا . قلت : إذا قد عرفت . قال: نعم . قلت : وهل تتخيل الزهر والورد أن تعيشا بدون ضوء أو سراج ¿¿. قال: لا. قلت : إذا عرفت . .قال : نعم. قلت: إذا آمنت أكثر بأن العسل والملح لا يأتيان دون نور قمر أو سراج شمس .
مد قدميه قليلا كأنه يعود لذاته مجددا…ثم قال: طيب .
لا أخفيك لقد أسعدني كل ما قلته . لكنك أخفتني حين قلت:
أن الإنسان ممكن أن يسقط!! فهل الإنسان ممكن أن يسقط
فعلا ¿. قلت نعم . قال : متى ¿ قلت :إن سقط كل ما في قلبه من أسرار نور الحقيقة والسمو … أصدر نهدة عالية وسكت. ثم قلت :لكني أبشرك بأنك حين ترى الإنسان قد وصل إلى ذلك الانحدار السحيق ((العدمية)) فهو النهاية لبداية إنسان جديد .قال : كيف ¿ قلت : يا صديقي : فلتطمئن ففي البداية قد علمت بسر آهاتك. والآن قد أمسكت بمكان آلامك ..فلا تأبه لخيانة موجوع أو قسوة مكروب أو نبرة تائه أو جاحد ..أو ظالم ذكي الحجة ظالم الشعور فلا يغرك كل ذلك ..لأنه في الحقيقة لا يرى !! وعلم أن ما تبقى من دمعة قلبك المكسور من نور ..وصخب قلبك الصادق المقهور..وندم صوتك المبحوح.. ولوعتك النادرة لحنين الإنسانية.. وزمن الطفولة .. هي البشارة لبذرة القادم البديع وثق أن براءة قلبك وعذرية آهاتك وصدق أوجاع حيرتك وخوفك هي الفتيل لثورة مخملية ..ناعمة ستمر من بين أنامل الجميع..لتعيدهم أناسا من جديد ..أو تستبدل الكثير منهم… وعلم أن كل ما يبحث عنه الكثير أمثالك …سيجدونه دون بحث أو مشقة …أو تضحيات ..أو عبث ..أو عمى بصيرة ..أو غياب طريق..أو متاهة طفل صغير ..أو وجع دون إرادة..أو ندم دون نتيجة…أو صدمات متتالية عنيفة..
والآن يا عزيزي أغمض عينيك ..ومد قدميك أكثر ..وأكثر …واسترخي.
حمدا لله لقد هدأ ..وذهبت أعراض نوبة قلبه المجلود قمعاوسطوا.. وخيانة من أوهام زمن الساسة((النجاسة)) ((وبشع السماسرة ))ولدغ الأقارب .. بعد أن تيقن أن هناك قلبا رحيما متينا متمكنا قد وسع كل شيء أزليا ليسكن في كل تفاصيل كل شيء.. بحسه ..وقدرته ..وعدله وإدراكه….وعظمته… الآن صديقي نام تماما ..ومازلت أسمعه يهذي بسؤال كأنه الأخير بل كأنه ما تبقى من جعبة قهره في زمن ((الهلع..والجشع ..والبسط..والهبشات …والتخريب بتنوع وسائله )) أشجاني وهو يطرح سؤاله بأدب النائمين الأبرياء أشجاني كثيرا وهو يقول :
كيف ممكن أن أجد الشفاء من وجعي الكبير ..هذا الوجع ((الجديد والقديم))والجاثم على صدري المنهك ¿!! قلت : في همس سنجد شفاءه في الحقيقة التي نعيشها بالحب الذي يسكن في أعماق صدورنا .. وسنجده في حقيقة عدالة السماء ..وسنجدها في الصبر ..وفي ضحكة غدا.
وثق يا عزيزي : أن غدا مشرق ..وأن هناك قلبا يحبك بالكمية التي تحتاجها ..وتأكد أن أنامله المغموسة بدفء الوقاروأصالة النقاء … ستمتد لكل مكان لوثته خطوات الشر ((من البشر )) لتزيد من نور وجودك..وعفتك.. وبساطتك….ومن هناك ستتلاشى كل أوجاعك ..وسيتجدد كل شيء جميل فيك.. وفينا.. وفي كل شيء ..
وهكذا هي الحياة .فيا أيها الظالم : هاهو صديقي العزيز ينام مطمئن البا

قد يعجبك ايضا