جلد بصميل أخضر

علي العماري


 - ? ترى ما هو سر تخلف العرب أهو قلة العقل المادة أم ماذا¿ هل العيب فينا في أرضنا التعيسة أم أن الأمر برمته فرض علينا من قوة خفية لا تريد لنا أن نكون جزءا فاعلا من عالم

? ترى ما هو سر تخلف العرب أهو قلة العقل المادة أم ماذا¿ هل العيب فينا في أرضنا التعيسة أم أن الأمر برمته فرض علينا من قوة خفية لا تريد لنا أن نكون جزءا فاعلا من عالم اليوم المعاصر¿
? من حيث الموقع نحن نحتل قلب العالم ومن ناحية الثروة فإن طاقة الكون موجودة لدينا وبحوزتنا مفاتيح ضبط إيقاع حركته بالكامل ولو أردنا إخضاعه لفعلنا وجعلناه يركع عند أقدامنا وإذا ما قررنا خوض حرب حقيقية لهزمنا أعداءنا باستخدام سلاح النفط فقط.
? الوطن العربي يرقد على محيط من موارد الطاقة المتعددة والهائلة وليس مجرد بحيرة من النفط والغاز ومع ذلك لا أننا أغنياء ونتمتع بثرواتنا ولا فقراء وننعم بالأمن والأمان ونسلم الحروب التي حولت الشرق الأوسط إلى منطقة نزاعات دائمة ومحط أطماع القوى الدولية المتصارعة.
? نعود لذات السؤال بصيغة أخرى هل ينقصنا العقل والثروة واليد العاملة أم الإرادة السياسية الحرة والخطط والبرامج الاستراتيجية العقلانية الواعية الحريصة على مقدرات ونماء الأمة الواحدة من المحيط إلى الخليج أليس الإنسان العربي كسائر البشر من حقه أن يحظى بحياة كريمة ولا نقول مترفة ويستفيد من نعم بلاده¿
? إذن أين تكمن العلة في الرأس .. في الجسد .. في الحكام .. في المحكومين¿ ما سبب مأساتنا وتخلفنا أهي ناجمة عن أزمة حكم أم أزمة ضمير¿ ولماذا ينظر إلينا بازدراء كأمة فاشلة جاهلة غارقة في حياة البذخ والبداوة وحروب الطوائف والمذاهب وجميع أنواع المعارك البينية العبثية ويشار إلى العربي كصاحب ثروة لكنه يفتقر للعقل بعمامته الكبيرة وعقله الصغير ولحيته الطويلة وفكره القصير حتى أن صورته دمغت بالرجل الأحمق الإرهابي الشرير وغير المتحضر.
? لعل الجميع يعلم أننا لا نعاني من شحة الإمكانيات المادية والبشرية بل على العكس من ذلك فنحن أمة تزخر بالخيرات الوفيرة وعدد سكاني كبير قوامه حوالي 400 مليون نسمة يعيشون على مساحة جغرافية شاسعة وعندنا ثروات تكفي لإطعام مليار إنسان إذا ما أحسنا توزيعها بشكل عادل وبما يتوافق مع مفهوم العدالة الاجتماعية والمساواة.
? ما المشكلة أليس في من يحكمونا بعقلية متخلفة ونظرة قاصرة يديرون شؤوننا بروح عبثية غير ناضجة أو مدركة لحاجات الناس ومتطلباتهم الحياتية الضرورية وأغلب حكامنا أصحاب مشاريع «شخصية وعائلية» من الأميين بالكاد يقرأون ويكتبون وقد رهنوا مستقبل الأمة بعدما صلبوا ماضيها وحاضرها على مسمار الخارج الحامي لعروشهم المهترئة مقابل الثروة.
? إن الأمم البعيدة عن واقع العصر بلا تخطيط ليس لها حاضر ولا مستقبل وبذلك تكون قد ألقت بمصيرها إلى المجهول وسلمت أمرها للقدر المحتوم أو هذا ما تحاول عبثا إقناع نفسها به.

قد يعجبك ايضا