أصعب شيء.. في اليمن

أحمد غراب



إنك تعيش في بلدك وتحس أنك غريب
إنك تكون وسط في واقع شعاره مع أو ضد
إنك تشوف مواطنا يأكل من بقايا القمامة وناهبين معاهم ما يكفيهم إلى يوم القيامة
إنك تسمع خبرا مفرحا بدون ما تسمع بعده أخبار كوارث
إنك تفتش عن الحكمة اليمانية والإيمان اليمان ما تحصلها
إنك تشوف تاريخ اليمن زمان وتقارنه بواقعها اليمن
إنك تدور عن ناس كانوا أرق قلوبا وألين افئدة فتجدهم مستضعفين
إنك تخلص وتلتزم وتكون “حمار المعسكر” وغيرك يسرق وينهب و” يتميدر”.
إنك تسمع صرخة مغترب وتسد أذنيك
إنك تحلم حلم جميلا ويستمر حتى آخره
إنك تشوف فقراء يفتشوا قطعة كرتون يناموا عليها وفاسدين يحوشوا أراضي الدولة بالكيلومترات
إنك تدرس وتتعب وغيرك يغش ويصعد
إنك تشوف تهاميا يبيع أرضه لنافذ ويشقى معه لأنه عاجز عن زراعتها
إنك تستمتع بالكهرباء من غير ما تطفي
إنك تسمع عن ضحايا كل يوم ولاتسمع عن جناة
إنك تكتشف أن حاميها حراميها
إنك تشوف خبرا عاجلا ” عاقل ” ضروري يكون مجنونا
إنك تحلم باليمن تكون ماليزيا تطلع نسخة مصغرة من الصومال
إنك تعامل على الوظيفة سنوات وما تتوظف وغيرك يتوظف في يوم وليلة
إنك تغير قناة تبث توم وجيري واطفالك بجوارك
إنك تشوف مسؤولين لايخجلوا من تقصيرهم في مهامهم ولايقدمون استقالاتهم
إنك تعطي قبيلي متسلح محاضرة عن حب الوطن
إنك تخدم الدولة أجمل سنوات عمرك وعندما تمرض أو تتقاعد لا احد يلتفت اليك
إنك تكتشف أن الحروب صارت جزءا من اللعبة السياسية
إنك تجتهد ومالك من اجتهادك نصيب
ان مرضى السرطان يتزايدون ومافيا السموم يهربون سمومهم للبلد ويدفنون
إنك تقتصد وتوفر من المعاش
إن أرواح ابرياء يتم اختزالها في تشكيل لجنة ولو جبر خاطر
إن أبناء البلد يرحلون ويطردون ويهانون والكبار يتصارعون ولايبالون
إن بلدا عمره آلاف السنوات يموت من أجل أن يعيش أفرادا عمر الواحد منهم لا يتجاوز المائة عام
إن وطنا بأكمله يصبح مصيره بيد ثلة من المتصارعين وثلة من العابثين
إنك تروح تغترب وانت راكن أن وراك حكومة
إنك تتكلم بدون ما تقول قالوا وسمعت
إنك تشوف ناهب مال عام خلف القضبان
إنك تقرأ مقالا إلى آخره
إنك تقرأ مقالا لأحمد غراب من غير ما تعطر قلبك بالصلاة على النبي
وتدعي لأبي بالرحمة ولجميع أموات المسلمين
Ghurab77@gmail.com