أوقاف مدينة صنعاء في تاريخ الطبري والرازي
محمد محمد العرشي

أخي القارئ الكريم..
أهدي هذا المقال إلى الأخ الأستاذ/ عبدالقادر هلال – أمين العاصمة والأخ الأستاذ/ حمود عباد – وزير الأوقاف والأخ الدكتور/عبدالله عوبل –وزير الثقافة والأخ الدكتور/ناجي صالح ثوابة – رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية.
وقبل أن نتطرق إلى الأوقاف في مدينة صنعاء القديمة لابد من التعريف بموقع صنعاء القديمة ومساحتها وحدودها.. صنعاء القديمة مساحتها 2كم2 وعدد سكانها 62.344 نسمة ويحدها من الشمال شارع شعوب ابتداء من جولة القيادة مرورا بشارع المشهد حتى تقاطعه مع شارع مسيك وجنوبا شارع باب السلام مرورا بشارع الزبيري حتى جسر الصداقة وشرقا شارع مسيك ابتداء من تقاطع هذا الشارع مع شارع المشهد وحتى جولة باب السلام وغربا شارع علي عبد المغني ابتداء من جسر الصداقة وحتى تقاطعه مع شارع شعوب عبر جولة القيادة وكما يدخل في نطاق صنعاء القديمة بير العزب وقاع العلفي.
أوقاف مدينة صنعاء في التاريخ
تعددت الأوقاف في مدينة صنعاء القديمة من وقفيات الجوامع ووقفيات السبيل (السقاية) التي كانت مخصصة لشرب الماء للمارة من الناس وعابري الطرق وسنجد في تاريخ الطبري الصنعاني ما يقرب من (16) سقاية هي: سقاية جبروة سقاية الخيل سقاية دار البعداني سقاية الرقيق سقاية سكة بن مالك سقاية سوق الجزارين سقاية سوق الحجامين سقاية العنق بن نشيط سقاية علب سقاية علمان سقاية ابن فراد سقاية بني محفوظ سقاية المداور سقاية ناحية الجزارين سقاية أبي الهزيل سقاية اليناعي.
كما بلغت الأسواق التي هي أيضا من الوقف في حياة المؤرخ الطبري الصنعاني ما يقرب من (20) سوقا ذكرها في كتابه (تاريخ اليمن) وهي: سوق البقالين سوق التبانين سوق التبن سوق الجزارين سوق الحجامين سوق الحدادين سوق الحذائين سوق السمانين سوق الصاغة سوق الصوغ سوق الصياقل سوق الشوائين سوق العصارين سوق العطارين سوق بني عقيل سوق قاعة سوق اللساسين سوق ابن ماعز سوق المدق سوق النجارين.
والجدير بالذكر أن جميع المقاشم والسماسر والبساتين في صنعاء القديمة تعتبر من الأوقاف.
أما بالنسبة للمساجد فقد ذكر منها في كتاب(تاريخ صنعاء) للطبري تحقيق الأستاذ عبدالله الحبشي (36)مسجدا ووردت أسماء العديد من المساجد في صنعاء القديمة في كتاب (تاريخ اليمن) للرازي تحقيق حسين بن عبدالله العمري وسنجد القاضي العلامة المرحوم محمد بن أحمد الحجري قد ذكر المساجد التي وردت في كتاب (تاريخ اليمن) للطبري وفي كتاب (تاريخ اليمن) للرازي.
جوامع صنعاء التي يزيد عمرها عن ألف عام •الجامع الكبير بصنعاء: وهو أول مسجد بني باليمن في صدر الإسلام بناه وبر بن يحنس الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة السادسة من الهجرة وقد قيل أن بناءه بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي عهد الوليد بن عبدالملك بن مروان أمر أيوب بن يحيى الثقفي بالولاية على اليمن وأمره أن يزيد في مسجد صنعاء ويبنيه بناء جيدا وأول من بوب أبواب هذا المسجد هو أول وال من بني العباس (الدولة العباسية) على صنعاء وهو عمر بن عبد المجيد بن عبدالرحمن الخطاب وقيل داود. وقد ذكر ابن الديبع في بغية المستفيد عن أبواب الجامع أما الباب الذي يدخل منه الإمام الأعظم (الخليفة الرئيس الإمام الملك) عن يمين المحراب فهو من الأبواب الأثرية الحميرية… وقد تم تجديد عمارة المسجد في زمن العباسيين الأمير علي بن الربيع أحد من تولى لبني العباس في سنة 136هـ. ويحكى أن المسجد تعرض للخراب سنة 265هـ عندما نزل سيل عظيم فأعاد عمارته الأمير محمد بن يعفر الحميري ويذكر أن السيدة بنت أحمد الصليحي زادت فيه الجناح الشرقي في عام 525هـ ويذكر أن من محاسن الأمير وردسار بن بنامي الكردي عمارة المنارة الغربية في سنة 603هـ ويقال إنه أيضا أصلح المنارة الشرقية وقد حدثت للجامع الكثير من الإضافات والإصلاحات والتعديلات على مدى القرون والدول المتعاقبة وإلى عصرنا الحاضر حيث يقوم الآن الصندوق الاجتماعي للتنمية بإعادة ترميم المسجد على أسس علمية وفنية. وذكر القاضي المرحوم الحجري في كتابه (مساجد صنعاء..) أن للجامع اثنى عشر بابا ثلاثة منها في جهة القبلة.
•مسجد علي: من المساجد العامرة شرقي سوق الحلقة المشهور نسبته إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد جرت توسيعات بالمسجد وإضافات وتجديدات في فترات زمنية مختلفة.
•مسجد أبي الروم: من المساجد العامرة شرقي السايلة بالقرب من السور الجنوبي وهو قديم العمارة ذكره صاحب (تاريخ روح الروح) الذي يختص بالقرن العاشر الهجري. وقد جدد عمارة الصوح والبوابة والمنزلة فوقها والمنارة بعض أهل الخير.
•مسجد الأخضر: من المساجد العامرة بمدينة صنعاء يقع في الجهة