إنه البحر .. التماس الوجداني بين اليابسة والماء

بشير المصقري

 - في مئة وصفحتان تهادى خلالها البحر بامواجه وكائناته وصخبه وملوحته واشجانه وكافة اعتمالاته في رواية حملت في مضمونها  معنى جليل لما يشبه سيرة ذاتية للبحر ومن خلال الذات الساردة  ارتتق التماس الوجداني  الكان مفصولا بين اليابسة والماء
بشير المصقري –
في مئة وصفحتان تهادى خلالها البحر بامواجه وكائناته وصخبه وملوحته واشجانه وكافة اعتمالاته في رواية حملت في مضمونها معنى جليل لما يشبه سيرة ذاتية للبحر ومن خلال الذات الساردة ارتتق التماس الوجداني الكان مفصولا بين اليابسة والماء وبتحوير وتدوير أخذ طابع الاسهاب الموجز طفق الروائي صالح باعامر يوثق للبحر اشيائه في حالة سردية غير مسبوقة في كافة روايات البحر على قلتها في اليمن
أن الارتتاق الذي اعنيه في عنوان هذه العجالة هو ذلك التناوب الشجني والوجداني الذي اختال شخوص الرواية الذين حضروا بتكافؤ لم يغلب الشخوص الرئيسية على الثانوية نظير ذلك الاختزال الذي ابداه الروائي باعامر تجاه شخوصه بمن فيهم من ذكر مرة واحدة لحتى أن القارئ يخاله تقاسم ادوار البطولة بين الحسناء والزين وبين السحيم وسالم المزروع على أن التناوب يقصد فيه ماساد الأرواح والنفوس من لواعج علقت بالمهج كما أحدث الغياب مضان بين الحسناء والسحيم الذي كان الأخير فوق الماء فيما رفيقته تهيم في اليابسة بمعنى يعطي فكرة وضائة عن نسيم البحر وتأثيره على البر والعكس وهو الوجدان الذي اتسقت مدوده بين حبيبين كانت تؤرجحهما مواقيت الغياب المنقسم بين قلبيهما مترجما تلك العلاقة المحددة بنوع الكينونة بين اليابسة والماء فهاهو البحر يضع قانون جديد للحب قانون له طرفين وله قارعتين ليس بينهما ضفة مايجعل الاشجان تتوارد في مهجة الحسناء ويتناوبها الحب الهيام والخوف والغيرة وتتلمحها احاسيس موجعة ترفعها الوحدة والتيم إلى سدرة المبتغى المخدوش بقدر موسمي تفرضه واقعية البحر واسطوريته ومن هنا ظلت اليابسة والبحر على وتر متطلبات العيش ولوازمه المحفوفة بالخطر الذي ألقى الحسناء في يد الغيب تستجدي الجن وعوالم الغيب والأرواح الخفية لمساعدتها على رتق الهوة الوجدانية بين مسافتين لكل مسافة وحدة قياسها النفسية قبل القياس الجامد للمسافات الباعثة على الوجع المسجى في تهويم الفراق
أن الوقع الأجمل في مسارب الحكايا والأفكار والقصص الهامشية داخل الراوبة بعطي مفاهيم توثق الصلة بين اليابسة والماء حيث أن ايراد علائق متحفة لا تقتصر على البشر كأن تظل الحسناء هائمة ترتب كل ما من شأنه اسعاد السحيم حبيبها وكأن سالم المزروع مسكونا بقمر المكلاوية التي ترابط في اليابسة بل تمتد أتون تلك العلاقة إلى الجسد المخلوق من تراب وهو جسد يثير شهوة الاسماك التي تتدافع لعظها باشتهاء يشبه إشتهاء السحيم لجسد الحسناء في قبيل الأمر لتعود البيت مذعورة من الثعبان الذي داهمها وهو مارسخ فكرة وجدان يماريه الجسد حين قالت أم الزين ” حتى الأسماك تشتهي جسد الحسناء
من المهم القول أن التآلف الذي يشكل حالة وجد بين اليابسة والماء يتعاظم بالتجلوب الطريقة الغنائية الموتورة في كونها سلف من أسلاف المجتمعات الساحلية والبشر الساكنون بمحاذاة البحر وهم ينذرون لتلك العادة اجسادهم الراقصة أو أجساد الراقصات المتيمنات بجلب السفن الغائبة بعد جمع نقود للنوبة وهي المغنية التي ترمق الأجساد العطشى على إيقاع نغمه آلاتها وشجى صوتها الذي تتهجى به وحشة أجساد تتمايل وتتجاذب وتتراقص وتتقارب وتتنافر بإيحاء يفسر أمرين الأول حاجة هؤلاء النسوة لرجال أخذهم البحر وبتر لياليهن من الفحولة بمحاكاة تترنمها النسوة المهجورات وهن يحضرن للتجلوب بكامل زينتهن وذلك يفرض انطباع للمقارنة بين ما يحدث في اليابسة وماهو في البحر والأمر الثاني التقارب الملحوظ بين اجساد الراقصات الذي يفسر غيبيا تقارب السفن وهي تمخر عباب البحر بحسب خطة الرحلات ومايحدث على خلفيتها من التعاطي بين مايجود به البحر وماتجود الأرض اليابسة والتبادل بالمقايضة بين الأغذية والحبوب وعطايا البحر من أسماك وغيره ومايمثله ذلك من تماسات لا علاقة لها بالوجدان لكنها عنصر أساس في بقاء العلاقات الأنسانية
وأما أهم أوجه الأتساق التماس الوجداني بين اليابسة والبحر فقد جاء بتداني يضرب في مضارب الشعوذة من شيرون الجني أو المارد أو مقصد من هذا القبيل لدى الروائي ليدخل الزار في أطار التجلوب وتنتقل السعد من جزيرة إلى أخرى بخارقة تكشف بها الجزر السبع من واحدة إلى أخرى وبمباركة ملك كل جزيرة ومساندة ملكة ملوك الجان التي أمرت شيرون أن يذعن وينفذ طلبات السعد ويملكها قطعا قلاطا وبعد مضان وإفراغ للآهات وضجاع يلزم لاتمام التنبوء يحدث مايحدث خارج الإرادة البشرية وفي عوالم ليست ذا شجن أنسي , ينشق الب

قد يعجبك ايضا